شهدت جماعة المحبس بإقليم آسا-الزاك بحر هذا الأسبوع، احتضان فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان الوطني للمسيرة و ذلك تخليدا للذكرى 49 لانطلاق المسيرة الخضراء المجيدة.
هذا الحدث الوطني عرف حضور فعاليات وازنة من مسؤولين حكوميين و شخصيات مدنية و عسكرية مع تنظيم معرض للصناعة التقليدية والمنتوجات المجالية وقافلة طبية لفائدة ساكنة جماعة المحبس والرحل.
و بحكم تواجد هذه الجماعة (المحبس) على الحدود المتاخمة للجزائر و بالضبط مخيمات تندوف معقل مرتزقة البوليساريو، لم يفوت هؤلاء الفرصة لإفساد احتفالات المغاربة بوطنهم و ملكهم و ذلك بإرسال مقذوفات عشوائية لم تسبب لحسن الحظ أي خسائر في الأرواح.
القوات المسلحة الملكية ردت الصاع صاعين على هذه الاستفزازات بشكل آني و سريع، مرسلة منفذي هذا الهجوم إلى مصيرهم المحتوم باستخدام طائرات الدرون ليتم تحييد الخطر مع عودة أجواء الاحتفال من جديد للمهرجان بعد توقفه لدقائق.
المثير للفخر في ما جرى و حسب ما شاهدناه في فيديوهات من عين المكان، أن الحاضرين و غالبيتهم من الصحراويين المغاربة لم يكترثوا لما جرى بل حافظوا على رباطة جأشهم مرددين في الآن ذاته عبارات “عاش الملك” و “الصحراء صحراؤنا” في رسالة واضحة للانفصاليين و محتضنتهم الجزائر.
ضبط النفس الذي يميز المغاربة عادة هي استراتيجية تبناها كبار القادة العسكريون مثل صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين أو نابليون بونابرت في العديد من معاركه، و الذين عرفوا كيف يوازنوا بين القوة والحكمة في اللحظات الحاسمة التي تتطلب تفكيرًا متأنّيًا بدلاً من ردود أفعال عاطفية قد تكون ضريبتها مكلفة.
ربما قُدّر لحادثة المحبس أن تعيد للأذهان كل المحطات التي ترسخ شجاعة المغاربة و بسالتهم لا سيما فيما يتعلق بوحدتهم الترابية و الدفاع عن حوزة الوطن و لو كلفهم ذلك دماءهم و أرواحهم عبر إرث طويل من التضحيات والبطولات التي تخلدها ذاكرة التاريخ.
لكن الهدوء المغربي لا يعني الجمود أو الاستسلام كما فسره البعض، بل هو قدرة على الاستمرار بثبات وسط العواصف، و ستظل مقولة الحجاج بن يوسف الثقفي أكبر شاهد على ذلك حينما قال :
” المغاربة لا يغرنك صبرهم و لا تستضعف قوتهم.. فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا و التاج على رأسه ﻭﺇﻥ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ ﻣﺎﺗﺮﻛﻮﻩ ﺇﻻ ﻭﻗﺪ ﻗﻄﻌﻮﺍ ﺭﺃﺳﻪ”.
تابع آخر أخبار المغرب ميديا على جوجل
