DR
مدة القراءة: 4′
يرجح باحثون أن الأحافير الأولى للديناصورات قد تكون مدفونة في أعماق الصحراء الكبرى وغابات الأمازون المطيرة. وتشير دراسة جديدة نُشرت في المجلة العلمية “كارنت بيولوجي” في 23 يناير، إلى أن الديناصورات نشأت في قارة غوندوانا القديمة، التي امتدت عبر شمال إفريقيا، بما في ذلك جنوب المغرب.
وقدمت الدراسة رؤى جديدة حول الأماكن التي ظهرت فيها الديناصورات للمرة الأولى وكيفية تطورها. وإذا ما تم العثور على الأحافير المتوقعة، فقد يتم إعادة تشكيل فهمنا لتاريخ الديناصورات بشكل جذري. حتى الآن، تعود أقدم الأحافير المكتشفة إلى حوالي 230 مليون سنة، وتم العثور عليها في كل من البرازيل والأرجنتين وزيمبابوي.
وأكد جويل هيث، طالب الدكتوراه في علوم الأرض بجامعة كلية لندن (UCL) والمؤلف الرئيسي للدراسة، أن “على الرغم من الكم الهائل من الأبحاث حول الديناصورات، لا يزال هناك غموض يكتنف أصلها الحقيقي، فالسجل الأحفوري مليء بالفجوات التي تعيق الاعتماد عليه بشكل كامل.”
تشير الدراسة إلى أن الديناصورات الأولى ربما كانت قادرة على التكيف مع بيئات أكثر حرارة وجفافا مما كان يُعتقد سابقا، مثل الصحارى والمناطق الشبيهة بالسافانا، بما في ذلك الصحراء الكبرى. وأضاف هيث “حتى الآن، لم يعثر على أي أحافير للديناصورات في مناطق إفريقيا وأمريكا الجنوبية التي كانت جزءا من غوندوانا، وربما يعود ذلك إلى صعوبة الوصول إلى هذه المناطق وقلة الأبحاث العلمية.”
استند الباحثون في دراستهم إلى تحليل الأحافير المكتشفة، وتتبع شجرة العائلة التطورية للديناصورات، إلى جانب دراسة الجغرافيا القديمة. وبدلا من افتراض عدم وجود الديناصورات في المناطق التي لم يتم العثور فيها على أحافير، اعتبروا هذه المناطق مجرد فراغات تحتاج إلى مزيد من الاستكشاف.
وخلصت الدراسة إلى أن الديناصورات الأولى كانت نادرة مقارنة بأقاربها من الزواحف الأخرى، مثل “السودوسوكيانات”، وهي أسلاف التماسيح التي بلغ طول بعضها 10 أمتار، و”التيروصورات”، أولى الفقاريات التي تمكنت من الطيران.
وعلى عكس الديناصورات العملاقة المعروفة اليوم، كانت الديناصورات الأولى صغيرة الحجم، بحجم يقارب الدجاج أو الكلاب، وكانت تسير على قدمين وتتغذى على النباتات واللحوم معًا.
وقد بدأت الديناصورات في الهيمنة على الأرض بعد ثورات بركانية هائلة قبل 201 مليون سنة، أدت إلى انقراض العديد من الزواحف المنافسة لها. وتشير نماذج الباحثين إلى أن الديناصورات ظهرت لأول مرة في المناطق الاستوائية من غوندوانا قبل أن تنتشر إلى أجزاء أخرى من القارة، ومن ثم إلى القارة الشمالية “لوراسيا”، التي ضمت أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية لاحقًا.
وتدعم هذه النظرية الاكتشافات الحديثة التي أظهرت وجود أحافير الديناصورات الأولى في جنوب غوندوانا، بينما تم العثور على أقاربها في مناطق أخرى من لوراسيا. واعتمد الباحثون على تحليل ثلاثة نماذج مختلفة لشجرة العائلة التطورية للديناصورات لاختبار صحة فرضياتهم.
وتشير النتائج إلى أن غوندوانا هي الموطن الأصلي للديناصورات، خصوصا إذا تم اعتبار “السيلصوريات”، التي كانت تعد في السابق أقاربا للديناصورات، بمثابة أسلاف لمجموعة “الأورنيثيسكيين”، التي تضم الديناصورات العاشبة الشهيرة مثل “ستيجوصورس” و”ترايسيراتوبس”. وقد يساعد هذا في تفسير الفجوات الموجودة في السجل الأحفوري المبكر.
وقال البروفيسور فيليب مانيون، الباحث الرئيسي في الدراسة وأستاذ علوم الأرض بجامعة كلية لندن (UCL): “تشير نتائجنا إلى أن الديناصورات الأولى تكيفت بشكل جيد مع البيئات الحارة والجافة، مما يفسر استمرار تفضيل السوروبوديات، مثل برونتوصوروس وديبلودوكوس، للمناطق الدافئة ذات خطوط العرض المنخفضة.”
وأضاف أن الأدلة تشير إلى أن مجموعتي “الثيروبوديات” و”الأورنيثيسكيين” ربما طورتا لاحقا القدرة على تنظيم درجة حرارة أجسامها ذاتيا خلال العصر الجوراسي، مما مكنها من البقاء في البيئات الباردة، بما في ذلك المناطق القطبية.
يذكر أن الديناصورات الأولى التي تم التعرف عليها تشمل “إيورابتور”، و”هيريراصوروس”، و”سيلوفيزيس”، و”إيودروميوس”.