باب مسدود وصلت إليه أزمة “الطلبة الأطباء” إلى حدود اليوم، فبعد أن أعلنت وزارة التعليم العالي مقترحاتها بداية الأسبوع رد الطلبة بالرفض، مؤكدين مواصلة الاحتجاج ومقاطعة الامتحانات.
الوضعية الحالية التي دامت أزيد من عشرة أشهر جعلت عددا من الفاعلين المدنيين والسياسيين يؤكدون أن عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي، “فشل في حل الأزمة”.
وفي هذا الإطار قال عبد الواحد زيات، رئيس الشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب، إن “السياسي دوره إيجاد الحل، لكن الوزير ميراوي ساهم بشكل كبير في إحباط نخبة المغرب من خلال تنزيل مشروع يضرب من خلاله عرض الحائط مبدأ دستوريا هو مبدأ التشاركية”، مشيرا إلى “تنزيل منفرد ومنعزل رغم أن الأمر يتعلق بشريحة مهمة هي طلبة الطب وأطباء المستقبل”.
وأضاف زيات أن الوزير الحالي “كرر من جديد سيناريو تنزيل القرارات الفردية مثل ما فعل مع نظام باشلور، الذي تم تنزيله مع الحكومة السابقة وحذفه الوزير الحالي، فكان هناك شباب آخرون مصيرهم مجهول”، واعتبر أن “الوزارة تتخذ قرارات ارتجالية لها انعكاسات على منظومة التعليم العالي وعلى قطاع تراهن عليه الدولة في إنزال مشاريع كبرى كورش الحماية الاجتماعية”.
وأردف المتحدث ذاته: “لا يمكن أن تأتي عملية تنزيل أي مشروع بين يوم وليلة، بل يجب أن تكون هناك عملية البناء وتوفير كل اللازم من بنيات تحتية وأساتذة وموارد بشرية”، متابعا بأن “الطلبة المعنيين يعانون اليوم من فقدان الثقة في المنظومة، ما قد يولد هجرة بشكل قسري لفئة البلاد اليوم في أمس الحاجة إليها”.
ونبه الفاعل المدني نفسه إلى أن “ضياع سنة دراسية بالكامل جريمة سياسية يجب أن يحاسب عليها الوزير”، محملا المسؤولية أيضا لكل من رئيس الحكومة وحزبه.
من جانبه قال عبد الإله بنعبد السلام، منسق الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان، إن “وزارة التعليم العالي فشلت في حل أزمة الطلبة الأطباء، ولم يكن هناك تعامل واقعي بمسؤولية ونضج مع الملف، خاصة أن مطالب الطلبة مشروعة وعادلة ولها أساسها القانوني”.
وأبرز عبد السلام ضمن تصريح لهسبريس أن “كل ما يطالب به الطلبة هو تعميق جودة التكوين ليكونوا في مستوى من العطاء والتجربة”، مطالبا بضرورة “تحرك المسؤولين لإيجاد حل لمشكل خلف آثارا لسنة ظل خلالها الطلبة وأفراد عائلاتهم يعانون، سواء ماديا أو نفسيا”.
وانتقد الحقوقي ذاته “المقاربة الأمنية للدولة والتدخل العنيف ومتابعات الطلبة”، مردفا: “هذا عار على البلاد”.
وأعلنت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان مواصلة مقاطعة الامتحانات، وتجسيد “إنزال وطني” يوم السبت المقبل، بعنوان “شباب المغرب وأطره من أجل وضع حقوقي وصحي أفضل”.