في عالم كرة القدم، عادةً ما تُقاس قيمة الصفقات بعدد الأهداف المسجلة أو البطولات المحققة، لكن في حالة الفرنسي جان كيفن أوغستين، أصبحت صفقة انتقاله إلى ليدز يونايتد واحدة من أكثر الصفقات جدلاً، ليس بسبب تأثيره في الملعب، بل بسبب التعويضات الهائلة التي حصل عليها رغم لعبه أقل من ساعة مع الفريق.
في يناير 2020، انضم أوغستين إلى ليدز يونايتد على سبيل الإعارة من لايبزيغ، مع شرط إلزامي للشراء بقيمة 22 مليون دولار إذا صعد الفريق إلى الدوري الإنجليزي الممتاز.
ورغم أن ليدز حقق الصعود في يوليو 2020، فإن اللاعب لم يكن جزءًا فعليًا من هذا الإنجاز، حيث ظهر فقط في ثلاث مباريات كبديل، بإجمالي 48 دقيقة لعب، دون أن ينجح في تسجيل أي هدف.
بعد تأخير الموسم بسبب جائحة كورونا، جادل ليدز بأن شرط الشراء لم يعد ساريًا، نظرًا لانتهاء فترة الإعارة في يونيو 2020.
لكن نادي لايبزيغ لجأ إلى الفيفا، الذي حكم لصالحه، ما أجبر ليدز على دفع قرابة 20 مليون دولار للنادي الألماني.
ولم تتوقف الخسائر عند هذا الحد، ففي أبريل 2023، قضت المحكمة بأن ليدز انتهك عقد أوغستين، ليُجبر النادي على دفع 30 مليون دولار إضافية للاعب، ليصبح بذلك واحدًا من أغلى اللاعبين في تاريخ كرة القدم من حيث التكلفة مقارنة بعدد الدقائق التي لعبها.
تحولت صفقة أوغستين إلى مثال صارخ على المخاطر القانونية والمالية التي قد تواجهها الأندية عند إبرام عقود الانتقالات.
وبينما استمر ليدز في مشواره الكروي، بقيت هذه الصفقة علامة سوداء في تاريخه الحديث، تذكيرًا بأن الأخطاء الإدارية قد تكون مكلفة أكثر من أي لاعب على أرض الملعب.