هبة بريس- عبد اللطيف بركة
في عملية أمنية دقيقة، تمكنت عناصر الدرك الملكي بتسلطانت، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، من إيقاف خمس فتيات و خمسة خليجيين داخل فيلا فاخرة في المنطقة، وذلك يوم السبت الماضي. جاء ذلك بعد شكايات من سانديك الإقامة مرفقة بقرص مدمج يوثق تصرفات مشبوهة لفتيات ليل في حالة سكر متقدمة، مما كشف عن شبكة دعارة في مكان يُفترض أن يكون ملاذًا للراحة والخصوصية.
وقد تم ضبط المتورطين متلبسين، وأسفرت العملية عن اعتقال النساء الخمس و خمسة رجال من الخليج العربي، بالإضافة إلى توقيف مالك الفيلا الذي يُشتبه في تورطه بتوفير المكان لهذه الأنشطة غير القانونية. بعد التحقيقات الأولية، قررت النيابة العامة إطلاق سراح الزبائن الخليجيين بكفالة مالية، بينما تم الاحتفاظ بالنساء ومالك الفيلا رهن الاعتقال الاحتياطي إلى حين استكمال التحقيقات.
هذه العملية أثارت تساؤلات واسعة حول انتشار مثل هذه الأنشطة في المناطق السياحية بمراكش، لاسيما في ضواحي المدينة مثل طريق أوريكة وواحة سيدي إبراهيم، حيث تم الحديث عن تنظيم حفلات ماجنة وسهرات تُعرف بـ”الأفتر بارتي” التي تنطلق بعد إغلاق الملاهي الليلية. هذا يعكس الحاجة الملحة لتعزيز الرقابة الأمنية على المنازل والفيلات المؤجرة، وكذلك أماكن التدليك (السپا) التي قد تُستخدم في ممارسة أنشطة غير قانونية.
تُظهر هذه العملية أيضًا الجهود المستمرة للأجهزة الأمنية المغربية في مكافحة هذه الشبكات المنظمة التي قد تصل إلى حد الاتجار بالبشر، كما ظهر في حادثة وفاة قاصر كانت برفقة سياح كويتيين في واحة سيدي إبراهيم. في هذا السياق، دعا الفاعل الحقوقي محمد الهروالي، منسق جهة مراكش آسفي للمرصد الوطني لمحاربة الرشوة وحماية المال العام، إلى ضرورة تعديل القوانين المتعلقة بالحريات الفردية لتواكب الاتفاقيات الدولية التي وقع عليها المغرب، وذلك للقضاء على مثل هذه الظواهر.
