أعلنت جمعية واد امهاصر للبيئة والتنمية بدمنات، بشراكة مع جماعة دمنات، عن تنظيم حفل توقيع كتاب “أوثان السلفية التاريخية” للدكتور عبد الخالق كلاب، وذلك اليوم الأحد بقصبة أيت أومغار. وسيشهد الحدث مشاركة كل من أحمد عصيد وعبد الله الحلوي، وهو ما أثار جدلا واسعا بين مؤيديه ومعارضيه.
التفاعل مع الإعلان عن هذا اللقاء انتقل بسرعة إلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من النشطاء عن رفضهم للحدث، متسائلين عن الجهة الفعلية التي تقف وراء تنظيمه، ولماذا تم اختيار مدينة دمنات بدلا من مدينة أكبر، خاصة أن اللقاء يتناول قضايا فكرية ودينية حساسة، وفق تعابيرهم
توقيت اللقاء خلال شهر رمضان أثار بدوره استغراب البعض، حيث رأوا في ذلك محاولة لاستغلال السياق الديني لتمرير أفكار معينة، بينما اعتبر آخرون أن الربط بين الحدث والشهر الكريم لا معنى له، مؤكدين أن الفضاءات الثقافية والفكرية يجب أن تبقى مفتوحة للنقاش في كل الأوقات.
علاقة جمعية واد امهاصر بهذا الحدث لم تكن واضحة تماما بالنسبة للكثيرين، إذ تساءل البعض عن مدى ارتباطها بالشأن الفكري والثقافي، خاصة أن نشاطها المعلن يتركز في قضايا البيئة والتنمية، مما دفع بعض المنتقدين إلى التشكيك في أجندتها الحقيقية.
من جهة أخرى، أثار دعم جماعة دمنات لهذا اللقاء علامات استفهام حول موقفها من القضايا الفكرية المثيرة للجدل. وتساءل البعض عن سبب غياب هذه الجماعة عن أنشطة ثقافية أخرى أقرب إلى المواطن عن هذه التي اعتبروها لا تعكس توجههم الثقافي ولا تعكس هويتهم، وهو ما اعتُبر تناقضا واضحا في توجهات الفاعلين المحليين.
الانتقادات لم تقتصر على الجهات المنظمة، بل طالت أيضا مضمون الكتاب ومواقف بعض المشاركين، حيث رأى البعض أن اللقاء يخدم أجندات إيديولوجية معينة ولا يهدف إلى تعزيز الوعي الثقافي. في المقابل، اعتبر مؤيدو الحدث أن الجدل القائم يعكس أزمة في تقبل الاختلاف الفكري، وأن المواقف الرافضة لا تقوم على قراءة نقدية للكتاب بقدر ما تعكس رفضا مسبقا له.
مواقف المؤيدين أكدت أن الدكتور عبد الخالق كُلاب يقدم في كتابه رؤية تاريخية تعتمد على البحث الأكاديمي، وأن النقد الموضوعي يجب أن يكون قائما على مناقشة الأفكار بالحجج بدل الاعتماد على الخطاب العاطفي. كما اعتبر البعض أن مشاركة أحمد عصيد وعبد الله الحلوي تضفي بعدا فكريا مهما على اللقاء، نظرا لاختصاصاتهم المختلفة في الفكر واللغة والتاريخ.