أفادت وسائل إعلام إيطالية بأن جلالة الملك محمد السادس نصره الله سيساهم بمبلغ 8 ملايين يورو (ما يقارب 80 مليون درهم) في بناء مسجد بحي أورورا في مدينة تورينو، وذلك في إطار مشروع تبلغ تكلفته الإجمالية 17 مليون يورو.
ويأتي هذا المشروع بعد سنوات من محاولات لم تكتمل، حيث سبق التخطيط لإنشاء مسجد في المنطقة السابعة بشارع بيسارو قبل عقد من الزمن، لكن المشروع لم يرَ النور حينها. أما اليوم، فالمؤشرات تؤكد أن المشروع يسير في الاتجاه الصحيح، مما سيمنح المسلمين في المدينة مكانًا رسميًا للعبادة، بعيدًا عن اللجوء إلى المرافق المؤقتة مثل مواقف السيارات.
مسجد بمعايير حديثة واعتراف رسمي
سيكون المسجد الجديد الأول من نوعه في تورينو، بفضل تصميمه الذي يمزج بين المعمار العصري والوظائف المتعددة، مع مئذنة يبلغ ارتفاعها 20 مترًا. ووفقًا للمصادر ذاتها، قد يصبح المسجد الثاني في إيطاليا المُعترف به رسميًا بعد مسجد روما الكبير، لا سيما أن عملية الموافقة على بنائه قد اكتملت، بما في ذلك توقيع التصاريح النهائية من قبل هيئة التراث المعماري الإيطالية.
معلم ديني وثقافي جديد في قلب تورينو
من المنتظر أن يُقام المسجد على مساحة 6000 متر مربع، في موقع مصنع “نيبيولو” السابق، وسيضم إلى جانب قاعة الصلاة التي تتسع لألف مصلٍّ، مرافق أخرى مثل إقامة للطلاب، مكتبة، ومساحة مخصصة للمعارض الثقافية.
ويشرف على هذا المشروع الاتحاد الإسلامي الإيطالي، الذي يدير مسجدًا آخر في شارع جنوة، ويأتي تتويجًا لجهود بدأت منذ عهد العمدة بييرو فاسينو، قبل أن تتكلل بالموافقة النهائية بعد حل تحديات التخطيط الحضري.
مع هذا المشروع الطموح، تُرسِّخ تورينو مكانتها كواحدة من المدن الإيطالية التي تحتضن التعددية الدينية والثقافية، في خطوة تعكس اندماج الجالية المسلمة في النسيج الاجتماعي للمدينة.