يشكل مشروع تهيئة الملعب الكبير لطنجة خطوة استراتيجية تعكس رؤية المغرب الطموحة في تعزيز بنيته التحتية الرياضية وجعلها مواكبة لأعلى المعايير الدولية، هذه الجهود تأتي في سياق استعداد المملكة لاستضافة كأس إفريقيا للأمم 2025، والتطلعات المستقبلية لتنظيم كأس العالم 2030 بالتعاون مع إسبانيا والبرتغال.
يمثل المشروع نقلة نوعية بتحويل الملعب الكبير بطنجة إلى منشأة رياضية حديثة ومتكاملة. فالرفع من الطاقة الاستيعابية وإزالة حلبة ألعاب القوى لصالح مدرجات جديدة يعكسان الرغبة في استغلال المساحات بكفاءة أعلى، بما يضمن تجربة أكثر راحة للجماهير. كما أن إضافة سقف معدني يضفي لمسة عصرية تواكب الاتجاهات العالمية في تصميم الملاعب.
إن التركيز على تجهيز الملعب بأنظمة صوت وإضاءة صديقة للبيئة، وتقوية شبكات الاتصال، وتركيب منظومة متكاملة لكاميرات المراقبة، يعكس رؤية متقدمة نحو دمج التكنولوجيا في الرياضة.
هذه التحسينات لا تهدف فقط إلى ضمان تجربة جماهيرية مميزة، بل تسعى أيضًا لتحقيق الاستدامة البيئية، وهي قضية أصبحت محورية في تطوير المنشآت الرياضية عالميًا.
لا تقتصر أهمية هذا المشروع على كونه مجرد تحسين لمنشأة رياضية، بل يمتد ليصبح رافعة للتنمية المحلية. فالملعب الكبير بطنجة ليس فقط فضاءً رياضيًا، بل هو أيضًا مركز جذب اقتصادي وسياحي. تهيئة المرافق الخارجية، بما فيها مواقف السيارات والمساحات الخضراء، يُظهر توجهًا نحو جعل الملعب جزءًا لا يتجزأ من النسيج الحضري للمدينة، مما يعزز مكانتها كوجهة رياضية وسياحية رائدة.
من أبرز التحديات التي تواجه هذا المشروع هو احترام الجدول الزمني للأشغال، خاصة مع اقتراب موعد انطلاق كأس إفريقيا للأمم في ديسمبر 2025.
إلا أن التقارير تشير إلى أن الأشغال تسير بوتيرة جيدة، ما يعكس احترافية الجهات المشرفة والتزامها بالمعايير التي وضعتها الفيفا.
تهيئة الملعب الكبير بطنجة ليست مجرد استجابة لمتطلبات تنظيمية، بل هي جزء من رؤية أشمل تسعى لترسيخ المغرب كوجهة رياضية عالمية. هذا المشروع يسلط الضوء على قدرة المملكة على استضافة أحداث رياضية كبرى، مما يفتح الباب لمزيد من الاستثمارات الدولية في القطاع الرياضي.