أدان المغرب قرار إسرائيل بإنهاء عمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، معتبرا ذلك تهديدا مباشرا لوجود الشعب الفلسطيني.
جاء ذلك في كلمة باسم المملكة المغربية، ألقاها رئيس الحكومة عزيز أخنوش في القمة العربية الإسلامية غير العادية، المنعقدة بالعاصمة السعودية الرياض، اليوم الإثنين، ممثلا عن الملك محمد السادس.
وقال أخنوش إن “توسيع إسرائيل لدائرة التصعيد العسكري إلى الأراضي اللبنانية دليل واضح على أن المنطقة برمتها أضحت تتجه إلى مرحلة يصعب التكهن بملامحها وبمآلاتها”.
واعتبر أن ذلك “يدفعنا إلى التساؤل عن الأهداف الحقيقية من وراء هذا التصعيد وعن المستفيد من هذا الوضع المأساوي، لا سيما وأن المجهودات لا زالت مستمرة على أكثر من صعيد لنزع فتيل الحرب المتواصلة بقطاع غزة منذ أكثر من سنة”.
وأوضح أخنوش أن “المملكة المغربية تضم صوتها إلى بقية الدول العربية والإسلامية لتعبر عن تضامنها مع لبنان من أجل الحفاظ على سيادته على كامل أراضيه، ودعم مؤسساته الدستورية في ممارسة سلطتها بما يعزز الوحدة الوطنية ويحفظ أمن واستقرار البلاد”.
وفي نفس السياق، أشار المتحدث إلى أن الملك، الذي يضع القضية الفلسطينية ضمن ثوابت السياسة الخارجية للمملكة المغربية، قد خصص مساحة مهمة للقضية الفلسطينية، في خطابه بمناسبة الذكرى 25 لعيد العرش.
وأوضح أن الملك جدد التأكيد على مواصلة “دعم المبادرات البناءة، التي تهدف لإيجاد حلول عملية، لتحقيق وقف ملموس ودائم لإطلاق النار، ومعالجة الوضع الإنساني”، واعتبر “أن تفاقم الأوضاع بالمنطقة يتطلب الخروج من منطق تدبير الأزمة إلى منطق العمل على إيجاد حل نهائي لهذا النزاع”.
وجدد أخنوش التذكير بمنظور الملك فيما يخص حل القضية الفلسطينية، والتي يرتكز على أنه “إذا كان التوصل إلى وقف الحرب في غزة أولوية عاجلة فإنه يجب أن يتم بموازاة مع فتح أفق سياسي، كفيل بإقرار سلام عادل ودائم في المنطقة”.
ولفت إلى أن الملك أشار إلى أن اعتماد المفاوضات لإحياء عملية السلام، بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي، يتطلب قطع الطريق على المتطرفين من أي جهة كانوا، علاوة على أن “إرساء الأمن والاستقرار بالمنطقة، لن يكتمل إلا في إطار حل الدولتين، تكون فيه غزة جزءا لا يتجزأ من أراضي الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.”
وأضاف أخنوش بالقول إن الملك، انطلاقا من واجبه السياسي والإنساني، بصفته رئيسا للجنة القدس، أعطى تعليماته لوكالة بيت مال القدس الشريف، الذراع التنفيذي للجنة القدس، لإرسال مساعدات إنسانية وطبية عاجلة إلى الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية ومدينة القدس، وهو ما تحقق من خلال إيصال تلك المساعدات عبر طريق بري غير مسبوق.
وأضاف: “وبالموازاة مع الدعم الإنساني، تحرص المملكة المغربية، من منطلق تشبثها بالسلام كخيار استراتيجي، على التأكيد، في مختلف المحافل الدولية، على أن السلام الحقيقي في منطقة الشرق الأوسط يجب أن يضمن للفلسطينيين حقوقهم المشروعة في ظل حل الدولتين”.
وانطلقت اليوم الإثنين بالرياض، أعمال القمة العربية الاسلامية المشتركة غير العادية بمشاركة الدول العربية والإسلامية الأعضاء من بينها المغرب، حيث مثل الملك محمد السادس في هذه القمة، التي تنعقد بدعوة من المملكة العربية السعودية، رئيس الحكومة عزيز أخنوش.
وإضافة إلى رئيس الحكومة الذي يرافقه في هذه القمة وزير الخارجية ناصر بوريطة، يضم الوفد المغربي، على الخصوص، محمد أيت وعلي سفير المغرب في مصر ومندوبه الدائم لدى جامعة الدول العربية، ومصطفى المنصوري سفير المغرب بالسعودية، ومندوبه الدائم لدى منظمة التعاون الاسلامي، وعدد من الأطر الدبلوماسية بوزارة الخارجية.
ودعت المملكة العربية السعودية إلى عقد هذه القمة لبحث تطورات الأوضاع الراهنة في المنطقة على ضوء استمرار الحرب الاسرائيلية على غزة وعلى لبنان وتداعياتها الخطيرة على أمن المنطقة واستقرارها، وتنسيق المواقف بين الدول الأعضاء.
وافتتح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، القمة العربية الاسلامية المشتركة غير العادية، نيابة عن الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.