في حدث لافت ومليء بالتحدي والأمل، تمكن التلميذ نذير عزي، الذي يتابع دراسته في المستوى الثالث ابتدائي بمدرسة سيدي أحمد الرامي بجماعة أورير شمال مدينة أكادير، من هزيمة مرض السرطان بعد معركة طويلة استمرت لمدة عام كامل.
واكتشفت عائلة نذير أن ابنها مصاب بمرض السرطان العام الماضي، ما أجبره على التوقف عن متابعة دراسته لموسم دراسي كامل لتلقي العلاجات الضرورية، وبالرغم من صعوبة تلك المرحلة، إلا أن نذير وأسرته لم يفقدوا الأمل.
وبعد عام من العلاج المكثف والمتابعة الطبية الدقيقة، جاءت بشرى الشفاء التام، ليعود الأمل إلى قلب نذير وأسرته، بعدما أظهرت نتائج الفحص الأخير شفاؤه بشكل كامل من المرض، ليكون بذلك قد تجاوز واحدة من أصعب التجارب التي يمكن أن يمر بها أي إنسان.
والدة التلميذ نذير، بوشرى إدحمو، كشفت في تصريح خصت به جريدة “العمق المغربي”، تفاصيل مؤلمة عن رحلة علاج ابنها، وكيف واجهت الأسرة صعوبات كبيرة خلال فترة علاجه، موضحة “أن أعراض المرض بدأت في الظهور على نذير في شهر نونبر الماضي، غير أنه لم يتم تأكيد إصابته بهذا المرض إلا بعد مرور شهرين من المعاناة.
وقالت الأم: “كان نذير يعاني من النزيف ويشعر بالتعب الشديد، لكننا لم نكن نعرف أنه مصاب بالسرطان إلا بعد فترة طويلة، وواجهنا صعوبة كبيرة في تأمين الدواء، بسبب حالتنا الاجتماعية الهشة، وغلاء الأسعار ومشاكل نذرة الدواء في المستشفيات”.
وتابعت الأم بشرى قائلة: “كان الدواء مفقوداً في المستشفيات، و اضطررنا للبحث عن مصادر خارجية للحصول عليه. ساعدنا العديد من الجيران والمحسنين الذين جلبوا لنا الدواء من الخارج، وهذا كان له دور كبير في تحسين حاله الصحية”.
وأضافت أم نذير، “أن ابنها مكث في مركز الأنكلوجيا وأمراض الدم التابع لمستشفى محمد السادس بمراكش لمدة عشرين يوما، وخلال تلك الفترة عانت الأسرة من ظروف قاسية، إذ لم يكن لديهم المال الكافي لتغطية تكاليف العلاج، ورغم كل ذلك، لم يتوقف الأمل في الشفاء، إلى أن تعافى بعد معاناة طويلة، واليوم هو بصحة جيدة وعاد إلى مقاعد الدراسة”.
هذا، وعبرت نفس المتحدثة عن “شكرها الكبير لكل من ساعدهم، من محسنين وأساتذة، الذين قدموا للأسرة الدعم المادي والمعنوي طوال فترة علاج ابنها. وأضافت: “أشكر كل من وقف إلى جانبنا، خاصة إحدى العائلات في مراكش التي احتضنتنا في بيوتها و قدمت لنا الدعم اللازم”.
وفي ختام حديثها، أعربت الأم عن “أملها في أن يكمل ابنها نذير دراسته ويحقق حلمه ويصبح طبيبا مختصا في علاج مرض السرطان ويساعد المرضى في مثل هذه الظروف الصعبة التي مر منها”.
ومباشرة بعد أن تأكدت إدارة مدرسة سيدي أحمد الرامي الابتدائية من شفاء التلميذ نذير، قررت تنظيم حفل استقبال خاص بمناسبة عودته إلى الدراسة، وذلك بتنسيق مع عدد من الفعاليات المدنية المحلية، كان بمثابة خطوة رامية إلى إعادة دمج التلميذ في محيطه المدرسي والاجتماعي.
مدير مدرسة سيدي أحمد الرامي، محمد اليمني، أكد في تصريح للعمق، أن إدارة المؤسسة المذكورة قامت باعتماد برنامج خاص لدعم الطفل نذير المتعافي من السرطان نفسيا وتربويا، كما تم تشكيل خلية يقظة ووساطة تربوية تهدف إلى متابعة حالته عن كثب، وتقديم الدعم اللازم له.
هذا البرنامج، وفق تصريح ذات المسؤول التربوي، يشمل دروسا داعمة تركز على التعلمات الأساسية التي فاته خلال فترة مرضه، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي الذي يساعده على تجاوز أي آثار نفسية قد تكون نتجت عن تجربته مع المرض.
اليمني أكد أيضا أن إدارة المؤسسة ستتابع حالة التلميذ نذير عن كثب، وتوفر له بيئة تعليمية مشجعة تساعده على استعادة ثقة بنفسه.