في خطوة أثارت جدلاً واسعاً وأشعلت موجة من التساؤلات، أعلنت شركة “سونارجيس” عن قرار غير متوقع يقضي بتقليص سعة مركب محمد الخامس من 46 ألف مقعد إلى 43 ألفاً.
هذه الخطوة جاءت في وقت كان الجميع ينتظر زيادة السعة لمواكبة الحضور الجماهيري الكبير، خصوصاً في مباريات الرجاء والوداد أو مواجهات المنتخب الوطني، ما خلق حالة من الإحباط في أوساط المشجعين الذين يعتبرون الملعب جزءاً من هويتهم الرياضية.
القرار المفاجئ أثار استغراب العديد من المهتمين بالشأن الرياضي، خاصة وأن مركب محمد الخامس يُعد رمزاً رياضياً وتاريخياً لمدينة الدار البيضاء.
ويخشى الجمهور الذي اعتاد على الأجواء الصاخبة في المدرجات الآن أن يؤثر هذا القرار على تجربة المشاهدة، خصوصاً في المباريات الحاسمة التي تتطلب حضوراً جماهيرياً كبيراً لخلق أجواء حماسية تضاهي أعظم الملاعب العالمية.
من جهة أخرى، ظهر اسم مروان الراشدي، عضو مجلس مدينة الدار البيضاء، في واجهة الأحداث بعدما كشف خلال تصريحات صحفية أن الملعب لن يكون جاهزاً لاستضافة مباريات الرجاء والوداد خلال الأشهر الأربعة المقبلة. هذه المعلومة، التي زادت من تعقيد الموقف، جاءت على خلفية مستجدات تقنية تتعلق بتزيين الواجهة الخارجية للملعب.
وأوضح الراشدي على هامش أشغال الدورة الأخيرة للمجلس الجماعي أن التأخر في إنهاء الأشغال سيترتب عليه خسائر مالية كبيرة للناديين، الذين يعتمدان بشكل كبير على الإيرادات التي يوفرها حضور الجماهير.
في المقابل، أكدت نبيلة الرميلي، عمدة المدينة، أن الأشغال في مركب محمد الخامس بلغت مراحلها النهائية بنسبة إنجاز تقارب 80%.
ومع ذلك، شددت على أن التأهيل لا يقتصر على هذا المركب فقط، بل يمتد ليشمل ملاعب أخرى مثل ملعب تيسيما وملعب الأمل للتنس، في إطار رؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز البنية التحتية الرياضية بالمدينة.
وكشفت العمدة خلال أشغال الدورة الاستثنائية أيضاً عن خطط لإعادة تأهيل ملعبي الرجاء والوداد في منطقة الوازيس، تحسباً للاستحقاقات الرياضية المقبلة، بما في ذلك كأس أمم إفريقيا 2025.
هذا الاستثمار في تطوير البنية التحتية يعكس التزام الجماعة، حسب الرميلي، بجعل الدار البيضاء مركزاً رياضياً متكاملاً، رغم التحديات الحالية.
لكن يبقى السؤال المحير: هل ستنجح هذه الإصلاحات في تحقيق التوازن بين الطموح الرياضي ومتطلبات المشجعين، أم أن الطريق لا يزال طويلاً قبل أن يعود مركب محمد الخامس إلى مجده السابق؟ المشهد الحالي يترك الجميع على أعصابهم، في انتظار اللحظة التي يفتح فيها الملعب أبوابه مجدداً لاستقبال هتافات الجماهير.