حققت الصناعة التقليدية بالمغرب عائدات اقتصادية مهمة خلال العام الجاري، بفعل الصادرات التي تم تصديرها.
وكشفت كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني عن تحقيق صادرات قطاع الصناعة التقليدية نموًا بنسبة 4% خلال العشرة أشهر الأولى من عام 2024، مقارنة بنفس الفترة من عام 2023، حيث بلغت قيمة الصادرات 922 مليون درهم.
أداء قوي خلال أكتوبر
وأوضحت المعطيات الرسمية أن القطاع شهد أداءً لافتًا خلال شهر أكتوبر الماضي، إذ ارتفعت الصادرات بنسبة 20% مقارنة بنفس الشهر من العام السابق، ما ساهم في تحسين الأداء الإجمالي للسنة الجارية.
ترتيب المنتجات المصدرة
بالنسبة للمنتجات الأكثر تصديرًا، تصدرت قائمة الصادرات منتجات الفخار-الحجر التي سجلت طلبًا خارجيًا قويًا بزيادة 17% عن العام الماضي، محققة 36% من إجمالي قيمة الصادرات. وجاءت الزرابي في المرتبة الثانية بحصة 20%، فيما تقاسمت الملابس التقليدية والمنتجات النباتية المرتبة الثالثة بحصة 10% لكل منهما.
تحولات في الأسواق التصديرية
على مستوى الوجهات التصديرية، تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية من تجاوز السوق الأوروبية لأول مرة، محققة 44% من إجمالي الصادرات. وجاءت فرنسا في المرتبة الثانية بحصة 15% رغم تراجعها بنسبة 17%، بينما حافظت الدول العربية على المركز الثالث بحصة 8% مع تسجيل زيادة قدرها 11%.
مراكش في الصدارة
من حيث المراكز التصديرية، استعادت مدينة مراكش ريادتها كأول قطب تصدير لمنتوجات الصناعة التقليدية بعد سنوات من هيمنة الدار البيضاء.
وسجلت مراكش نموًا بنسبة 42% وحصة 41% من إجمالي الصادرات. في المقابل، تراجعت الدار البيضاء إلى المركز الثاني بحصة 35% مع تسجيل انخفاض بنسبة 14%.
وحافظت فاس على المركز الثالث بحصة 13% رغم تراجع تطورها بنسبة 7%، بينما جاءت طنجة في المركز الرابع بنسبة 8%.
تحول الصناعة التقليدية في 10 سنوات
يذكر أن الصناعة التقليدية في المغرب شهدت بعض التطور خلال العشر سنوات الأخيرة، وتتمثل أبرز ملامح هذا التطور في إعادة الهيكلة والتنظيم
باعتماد استراتيجيات وطنية مثل “رؤية 2015” ثم “رؤية 2030” لتعزيز مكانة الصناعة التقليدية، وتحسين الإطار القانوني والتنظيمي لتطوير القطاع، ودعم التعاونيات والحرفيين من خلال تقديم التسهيلات القانونية والإدارية.
كما عرف المغرب زيادة الإنتاج والترويج الدولي، تمثل في ارتفاع الطلب على المنتجات التقليدية المغربية في الأسواق العالمية، مثل الزرابي (السجاد)، والجلود، والخزف، والمشاركة في معارض دولية لتعزيز تواجد المنتجات المغربية في الأسواق الخارجية، وإبرام شراكات مع منصات إلكترونية لتسويق المنتجات التقليدية على الإنترنت.
قضلا عن ذلك، تم تعزيز التكوين والتأهيل بإنشاء مراكز تكوين ودعم الحرفيين، مثل “دار الصانع”، لتطوير مهارات العاملين في القطاع وضمان انتقال الخبرات للأجيال الجديدة، وتم وضع برامج للتدريب على استخدام التكنولوجيا الحديثة بجانب الأساليب التقليدية.
كما تم إدماج التكنولوجيا، وتشجيع السياحة الثقافية، ودعم الحرفيين ماليًا ولوجستيًا، وتحقيق الاستدامة البيئية.