السبت, يناير 11, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال: "ولادة فجر الحرية من رحم النضال"

تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال: “ولادة فجر الحرية من رحم النضال”



في يوم 11 يناير 1944, شهد المغرب حدثاً مفصلياً في مسيرته التاريخية بتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، التي عبرت عن إرادة الشعب فى التحرير من الاستعمار واستعادة سيادته الوطنية. لم تكن الوثيقة مجرد إعلان سياسي، بل كانت نتاجاً لمسار طويل من النضال الذي قاده الشعب المغربي بتلاحم تام مع العرش، مما جعل هذا اليوم رمزاً خالداً في تاريخ المغرب الحديث ، يعبر عن وعي وطني وسياسي متقدم.

السياق التاريخي للوثيقة:

تزامن تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال مع أحداث الحرب العالمية التانية (1939-1945)، التي غيرت موازين القوى العالمية وفتحت المجال أمام حركات التحرر الوطني في المستعمرات عبر العالم. استغل الوطنيون المغاربة هذه الأوضاع العالمية لإبراز مطالبهم على الساحة الدولية. قاد هذا المسار السلطان محمد الخامس، الذي أظهر شجاعة سياسية في مواجهة نظام الحماية الذي فرضته فرنسا على المغرب منذ 1912. جاءت الوثيقة كتتويج لمجهودات الحركة الوطنية، التي بدأت منذ الثلاثينيات، حين تأسست أولى الأحزاب السياسية مثل ” كثلة العمل الوطني” سنة 1934, والتي طالبت بالإصلاحات والمساواة تحت سيادة المغرب. تصاعدت الاحتجاجات الشعبية ضد سياسة الحماية، وترافقت مع إصدار صحف وطنية مثل ” عمل الشعب”، مما مهد لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال كخطوة تصعيدية في مسار المطالبة بالحرية.

مضامين الوثيقة وتفاعل المستعمر: 

طالبت الوثيقة بإنهاء نظام الحماية واستعادة الاستقلال التام، مع التأكيد على وحدة الأراضي المغربية تحت قيادة السلطان محمد الخامس. كما عبرت عن إلتزام المغرب بالتعاون مع المجتمع الدولي لبناء دولة حديثة ذات سيادة. واجهت فرنسا هذه المطالب برفض قاطع وحملة قمعية واسعة. شملت هذه الحملة اعتقالات طالت الموقعين على الوثيقة، مثل علال الفاسي، وأحمد بلافريج، وعبد الرحيم بوعبيد، بالإضافة إلى تضيق على الحركة الوطنية. غير أن هذه الإجراءات الاستعمارية زادت من وحدة الصف المغربي، حيث التف الشعب حول قيادته الشرعية، ليصبح هذا الحدث بداية مرحلة جديدة من الكفاح السياسي والمسلح الذي أثمر استقلال المغرب عام 1956.

تمثل ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال مناسبة وطنية ذات أبعاد رمزية عميقة، تذكر الأجيال الحالية بالتضحيات التي قدمها الأجداد لتحقيق الحرية والسيادة. كما تؤكد هذه الذكرى على أن الاستقلال لم يكن نهاية المسار، بل بداية لبناء دولة حديثة قادرة على مواكبة التطورات وتحقيق تطلعات الشعب المغربي. إنها دعوة مستمرة لاستلهام قيم الوحدة الوطنية والوفاء لإرث النضال من أجل الحرية والكرامة، والحفاظ على المكتسبات.



Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات