أكدت مواقع متخصصة في الشؤون العسكرية أن المملكة المغربية تتجه إلى اقتناء طائرات النقل من طراز “سي -390 ميلينيوم” التي تصنعها شركة “إمبراير” البرازيلية، لتنضم بذلك إلى مجموعة من الدول المحتمل أن تدخل هذه الطائرة الحديثة إلى الخدمة، على غرار تشيلي والإمارات العربية المتحدة.
ويعزز هذه الفرضية ظهور أعلام هذه الدول في صورة على هامش مؤتمر مجموعة مستخدمي هذه الطائرة، الذي نظمته الشركة الشهر الماضي في ساو خوسيه دوس كامبوس، وتداولتها عدد من المواقع، منها موقع “Defesa Area And Naval” البرازيلي المتخصص في الشؤون الدفاعية.
في هذا السياق، أكد موقع “Bulgarian Military” المتخصص في أخبار التسلح أن القوات المسلحة الملكية أبدت اهتمامًا كبيرًا بطائرات النقل البرازيلية المتطورة، بعد التقييم الأولي الذي أجرته لهذه الطائرة في مارس الماضي، مشيرًا إلى أن “اهتمام المغرب بهذه الطائرة العسكرية يأتي في إطار استعداد المملكة للتخلص التدريجي من أسطول طائرات النقل الأمريكية من طراز ‘لوكهيد سي-130’ الذي يعتمد عليه المغرب منذ عقود”.
وذكر المصدر ذاته أن قدرات طائرة “سي-390 ميلينيوم” تجعلها خيارًا جيدًا لجهود تحديث القوات المسلحة التي تقودها المملكة المغربية، معتبرًا أن “المحادثات بين الحكومة المغربية وشركة ‘إمبراير’ لا تقتصر فقط على شراء هذا النوع من الطائرات، بل تشمل أيضًا مختلف الجوانب المتعلقة بالتعاون الصناعي الدفاعي، إذ إن هناك دلائل قوية على إمكانية إجراء بعض عمليات التصنيع أو التجميع في المغرب، وهذا يتماشى مع إستراتيجية البرازيل لنقل التكنولوجيا وتوقيع صفقات للإنتاج المشترك مع عملائها”.
ورجح الموقع المتخصص في أخبار التسلح والدفاع أن يبدأ المغرب بشراء ست طائرات على الأقل من هذا الطراز، مشيرًا إلى أن “هذا الاتفاق المُحتمل هو جزء من خطة مغربية لتحديث قطاع الدفاع خصصت لها الرباط ميزانية بأكثر من 12 مليار دولار لسنة 2024″، وزاد: “يعد تعزيز قدرات النقل الجوي جزءًا من هذه الخطة، فيما توفر هذه الطائرة البرازيلية حلولًا مقنعة للجيش المغربي في ظل قدرتها على تنفيذ المهام العسكرية التكتيكية والعمليات الإنسانية بشكل أكثر كفاءة”.
وأضاف المصدر ذاته أن هذه الصفقة المحتملة تتجاوز مجرد شراء طائرات عسكرية، بل تعكس طموح المملكة المغربية إلى تنويع شراكاتها الدفاعية، مؤكدًا أن “المغرب لا يسعى إلى الحصول على أحدث التقنيات فحسب، بل يهدف أيضًا إلى تعزيز التعاون الصناعي العسكري الذي من شأنه أن يرفع مستوى الإنتاج الدفاعي المحلي، بحيث يعكس هذا النهج رؤية إستراتيجية تركز على تعزيز القدرات العسكرية وإقامة علاقات طويلة الأمد مع اللاعبين العالميين الفاعلين في مجال الدفاع”.
وأردف الموقع ذاته بأن طائرة إمبراير “سي -390 ميلينيوم”، بفضل هندستها المتقدمة وتقنياتها الحديثة، تشكل بديلاً مقنعًا للعديد من الدول التي تسعى إلى تحديث أساطيلها الجوية؛ فهي مزودة بمحركين توربينيين من طراز “IAE-V2500-E5″، وتصل سرعتها إلى 870 كيلومترًا في الساعة، كما تتميز بمدى تشغيلي يصل إلى 6000 كيلومتر بدون حمولة، وحوالي 2800 كيلومتر عندما تكون محملة بالكامل.
وخلص المصدر نفسه إلى أن سهولة صيانة هذه الطائرة والتكنولوجيا الحديثة التي تستخدمها، إضافة إلى انخفاض تكاليف دورة حياتها، تجعل منها منافسًا قويًا في سوق النقل العسكري الدولي وخيارًا جيدًا للعديد من الجيوش التي تسعى إلى تعزيز قدرات النقل الجوي التكتيكي. وينطبق هذا بشكل خاص على القوات المسلحة الملكية المغربية.