علق جيران “المتطرفين” المتورطين في الإعداد لعمل إرهابي، على تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية، على ضوء معلومات استخباراتية دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، من إجهاض مخطط إرهابي وشيك كان في مرحلة التحضير للتنفيذ المادي لعمليات تفجيرية، مقدمين روايتهم حول المتورطين.
ويحكي أحد الجيران، في تصريح لجريدة “مدار21″، أنه “كنا نائمين وفجأة سمعنا الباب يُطرق بقوة، وكأنه زلزال. خرجنا لنرى ما يحدث، فوجدنا الشرطة تبحث عن ذلك الشخص الذي كان يسكن فوقنا. لم نكن نراه إلا نادراً، ربما مرة كل شهرين. أطفاله كانوا يذهبون إلى المدرسة بشكل عادي.”
أضاف قائلاً: “لم نفهم شيئاً في البداية. لم يكن يظهر عليه أي شيء مريب. لديه أطفال، الأكبر فيهم يدرس في قسم التحضيري”، متابعا “لم يكن متوقعاً أن يحدث شيء كهذا. نحن هنا مجموعة من الرجال نعيش بشكل طبيعي، نذهب إلى العمل صباحاً بعد صلاة الفجر.”
وواصل: “عندما وجدنا الشرطة تحيط بالمكان، أصابنا الذعر. اعتقدنا في البداية أنها جريمة قتل أو شيء آخر، ولكن عندما أدركنا أنه أمر يتعلق بالإرهاب، صُدمنا. لم نكن نتوقع أن يكون شخص يعيش بيننا متورطاً في مثل هذه الأمور.”
وأشار إلى أن الشخص الموقوف كان يظهر كشخص متدين: “كان يمر بجانبنا ويلقي التحية علينا، يذهب إلى المسجد للفجر. لم نشك فيه أبداً، كان يبدو شخصاً عادياً. لكن الحقيقة صدمتنا.”
وأضاف الجار: “هذا الشخص ليس منّا، الجهاد الحقيقي هو تربية الأبناء، الإنفاق على الأسرة، وفعل الخير. قتل الأبرياء لا علاقة له بديننا.”
وأشاد السكان بأداء قوات الأمن: “نشكر الشرطة على مجهوداتها. لقد قاموا بعمل رائع، نزلوا من الأعلى وطوقوا المكان بشكل احترافي. شعرنا بالأمان بعد تدخلهم.”
وعبر أحد الجيران عن دهشته قائلاً: “لم نكن نعلم أي شيء عنه، كان شخصاً هادئاً ولا يثير الشكوك. عندما سمعنا أصوات الشرطة في الصباح، اعتقدنا أن شيئاً خطيراً يحدث. ولكن الحمد لله، السلطات قامت بعملها على أكمل وجه.”
وختم أحد السكان بقوله: “نطالب بزيادة تواجد الشرطة في المنطقة. الأمن ضروري، ونحن نرى عمليات السطو تحدث يومياً. نحتاج إلى تعزيز أمني مستمر لحماية السكان.”
وذكر بلاغ للمكتب المركزي للأبحاث القضائية، أن إجراءات التدخل والاقتحام التي باشرتها عناصر القوة الخاصة التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بتنسيق مع عمداء وضباط المكتب المركزي للأبحاث القضائية، وبتعاون ميداني مع عناصر الفرقة الجوية والمركز القضائي للدرك الملكي، قد أسفرت عن توقيف أربعة عناصر متطرفة، من ضمنهم ثلاثة أشقاء، يرتبطون بتنظيم داعش الإرهابي، يبلغون من العمر 26 و29 و31 و35 سنة، كانوا ينشطون في منطقة حد السوالم بإقليم برشيد.
وأوضح المصدر ذاته أن هذه العملية الأمنية تم تنفيذها في مكانين مختلفين، عبارة عن منزلين سكنيين يوجدان بكل من تجزئة العمران وتجزئة الأمل بحي الوحدة بإقليم حد السوالم، وشارك فيها تقنيو الكشف عن المتفجرات، وعناصر الفرقة السينوتقنية التي تضم الكلاب المدربة للشرطة المتخصصة في رصد المتفجرات والعبوات الناسفة، بالإضافة إلى مروحية للدرك الملكي قامت بتمشيط أماكن التدخل من الأعلى، كانت تحمل قناصة متخصصين في الرماية عالية الدقة تابعين للقوة الخاصة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.
كما أسفرت إجراءات التفتيش في أماكن التدخل، يضيف البلاغ، عن حجز أسلحة بيضاء من مختلف الأحجام، ومجموعة كبيرة من القنينات تضم سوائل ومساحيق كيميائية، وأكياس تضم كمية كبيرة من أسمدة كيمائية، ومادة الكبريت ومسحوق الفحم، وأملاح ومواد مشبوهة، بالإضافة لأسلاك كهربائية ومعدات للتلحيم وأشرطة لاصقة، يشتبه في تسخيرها لتحضير وصناعة المتفجرات، والتي تم وضعها رهن إشارة خبراء الشرطة العلمية والتقنية من أجل إخضاعها للخبرات التقنية اللازمة.
وحسب البلاغ، فقد انطلقت الأبحاث الاستخباراتية في هذه القضية منذ مدة، بعدما رصدت مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني شريط فيديو يعلن فيه الأشخاص الموقوفين “البيعة والولاء” لتنظيم “داعش” الإرهابي، مع التعهد بارتكاب أعمال إرهابية وشيكة.
وقد أوضحت إجراءات البحث والتعقب أن المشتبه فيهم قاموا، في يوم واحد، بارتياد أربع محلات لبيع العقاقير بمنطقة حد السوالم، اقتنوا منها مواد كيميائية أولية تدخل في صناعة المتفجرات، قبل أن يعمدوا لتخزينها بمنزل أحدهم وتحضيرها للقيام بعمليات تجريبية لصناعة الأجسام المتفجرة.
كما كشفت نفس الأبحاث والتحريات أن اثنين من الأشقاء الموقوفين قاما بزيارات استطلاعية في أماكن متفرقة وأوقات مختلفة، وثقوا خلالها بالصور وبتسجيلات الكاميرا العديد من الأهداف المحتملة لمخططاتهم الإرهابية.
وتشير المعلومات الاستخباراتية التي أكدتها إجراءات البحث أن المشتبه فيهم كانوا يعتزمون تنفيذ عمليات تخريبية باستخدام مواد متفجرة، قبل الالتحاق بمعسكرات تنظيم داعش في منطقة الساحل.
وأشار البلاغ إلى أنه تم الاحتفاظ بالمشتبه فيهم الأربعة الموقوفين تحت تدبير الحراسة النظرية على خلفية البحث القضائي الذي يباشره المكتب المركزي للأبحاث القضائية تحت إشراف النيابة العامة المكلفة بقضايا الإرهاب، وذلك للكشف عن جميع الارتباطات المحتملة لهذه الخلية بالتنظيمات الإرهابية الإقليمية والعالمية، وكذا تشخيص وتوقيف كل العناصر المرتبطة بهذه الخلية الإرهابية.