منذ شهر شتنبر 2023، يواجه المغرب تفشيًا مقلقًا لمرض الحصبة، حيث تم تسجيل أكثر من 25 ألف حالة إصابة و120 حالة وفاة. هذا الوضع يدق ناقوس الخطر ويؤكد الحاجة إلى استجابة عاجلة ومنسقة لاحتواء هذا المرض شديد العدوى، الذي كان في الماضي تحت السيطرة بفضل تغطية تطعيمية مرتفعة.
صرّح رئيس الجمعية المغربية لطب الأطفال، الدكتور سعيد عفيف، أن عودة الحصبة بهذا الشكل تُعزى جزئيًا إلى التداعيات غير المباشرة لجائحة كوفيد-19، التي أثرت على جداول التطعيم. وأوضح أن فترات الإغلاق والتباعد الاجتماعي أدت إلى تأخير تطعيم الأطفال، مما أسهم في تراجع نسبة التغطية اللقاحية وسهّل انتشار المرض.
أكد الدكتور عفيف أن الحصبة ليست مرضًا بسيطًا كما يُعتقد، فهي تسبب أعراضًا خطيرة مثل الحمى والسعال وتهيج العين والطفح الجلدي، وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الدماغ وحتى الوفاة. وشدد على أن الحصبة مرض معدٍ للغاية، حيث يمكن للشخص المصاب أن ينقل العدوى إلى 18 شخصًا آخر.
ودعا الأهالي إلى التحقق من دفاتر تطعيم أطفالهم والتأكد من حصولهم على الجرعتين اللازمتين: الأولى عند عمر 9 أشهر والثانية عند 18 شهرًا. كما حثّ أولياء الأمور الذين لم يتم تطعيم أطفالهم على المشاركة في الحملة الوطنية للتطعيم التي أطلقتها وزارة الصحة.
أشار الدكتور عفيف إلى أن اللقاح ضد الحصبة آمن وفعال، ودعا إلى عدم الانسياق وراء الشائعات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي قد تعرقل جهود الحد من انتشار المرض.
وأكد الدكتور عفيف أن التغلب على هذه الأزمة يتطلب تعبئة جماعية تشمل الأسر والمواطنين والمهنيين الصحيين والسلطات الصحية. وأشاد بالمبادرات التي اتخذتها المدارس من أجل توعية الأهالي ومراجعة دفاتر التطعيم.
كما أثنى على جهود وزارة الداخلية، التي قامت بحملات ميدانية لتوعية الأسر وتشجيعهم على تحديث تطعيمات أطفالهم في المراكز الصحية.
وختم الدكتور عفيف بدعوة الجميع إلى التحرك السريع لحماية الأطفال والمجتمع من تفشي الحصبة، مشددًا على أهمية الوحدة والتضامن لمواجهة هذه الأزمة الصحية.