Site icon الشامل المغربي

تطبيقات تقييم الجودة تثير الذعر في المغرب.. أداة توعية أم ناقوس خطر

tasaouk.jpg


تتجه أنظار ملايين المستهلكين حول العالم نحو تطبيقات مبتكرة تكشف لهم أسرار المنتجات الغذائية التي يتناولونها يوميًا، لكن في المغرب، تحوّلت هذه التكنولوجيا إلى شرارة نقاش حاد وجدل محتدم، حيث انقسم الرأي العام بين مؤيد يرى فيها وسيلة ثورية لتمكين المستهلكين من اتخاذ خيارات واعية، ومعارض يتخوف من تأثيرها على السوق المحلية ومصداقية العلامات التجارية.

وبدأت القصة عندما بدأ المغاربة يتناقلون عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورًا ونتائج لتطبيقات تقوم بتقييم المنتجات الغذائية بناءً على محتوياتها.

هذه التطبيقات التي توصف بأنها “عين المستهلك الخفية”، سلطت الضوء على مكونات ربما لم يعرها الناس اهتمامًا من قبل، لكنها كشفت وجود إضافات قد تشكل خطرًا صحيًا كبيرًا، بحسب ما تدعي.

ما أثار المخاوف بشكل أكبر هو تصنيف بعض المنتجات الشهيرة، التي تكاد لا تخلو منها موائد المغاربة، على أنها “غير آمنة”.

وكان التقييم القاسي لبعض المنتجات المحلية والمستوردة، مقرونًا بتحذيرات من احتوائها على مكونات مشبوهة أو مسرطنة، كفيلاً بإشعال موجة من النقاش العام.

وهذه التطبيقات تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات دقيقة تتعلق بالمكونات الغذائية.

فهي تسلط الضوء على كمية الدهون المشبعة، السكريات، الإضافات الكيميائية وحتى المواد الحافظة، لتقدم في النهاية تقييماً رقمياً يتراوح بين 0 و100.

غير أن هذه الخوارزميات، التي يراها البعض منقذة للصحة، قد تتحول إلى سلاح ذو حدين إذا لم تكن مستندة إلى معايير علمية واضحة.

في خضم هذا الجدل، تتوجه الأنظار إلى القطاعات الوزارية المعنية وجمعيات حماية المستهلك لمعرفة موقفها من القضية.

ومع تصاعد المخاوف، أصبح المواطن المغربي يتساءل عن كفاءة الرقابة الرسمية ومدى قدرتها على كشف المخاطر المحتملة التي تهدد صحته وصحة عائلته.

لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد وسائل التواصل الاجتماعي، التي باتت منصات للنقاش العام، لعبت دورًا محوريًا في تسريع انتشار المعلومات، أو الشائعات، حول جودة المنتجات الغذائية.

البعض يرى أن هذه التطبيقات تقدم خدمة لا تقدر بثمن، بينما يعتبرها آخرون وسيلة لبث الذعر بين الناس دون أساس علمي متين.

في ظل غياب توضيحات رسمية وافية، تظل المعلومة مبهمة، وهو ما يزيد من مخاوف المواطنين ويدفعهم نحو البحث عن إجابات في مصادر قد لا تكون دائمًا موثوقة.

ومع ذلك، هناك وجه إيجابي لهذه القضية. فانتشار هذه التطبيقات ساهم في تعزيز ثقافة الوعي الغذائي بين المغاربة، الذين بدأوا ينظرون بجدية أكبر إلى مكونات المنتجات التي يستهلكونها. قراءة الملصقات الغذائية أصبحت عادة متزايدة، وتحميل التطبيقات المشابهة صار وسيلة للتحقق قبل الشراء.

الجدل الذي أثارته هذه التطبيقات كشف عن فجوة واضحة في التواصل بين المستهلكين والمؤسسات الرقابية.

من جهة أخرى، يرى عدد من أخصائيي التغذية أن هذه التطبيقات قد تكون أداة مفيدة بشرط أن تكون موثوقة ودقيقة في معلوماتها.

فهم يشيرون إلى أن هذه التطبيقات يمكن أن تساعد في فهم الفوائد الصحية الحقيقية للمنتجات، مثل محتواها من الفيتامينات، وما إذا كانت طبيعية أم مصنعة، مما يمنح المستهلكين القدرة على اتخاذ قرارات غذائية أكثر وعيًا.





Source link

Exit mobile version