ظهر بعض الشباب المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، وبثوا فيديوهات مباشرة عن مشاركاتهم للجماعات الإرهابية في الأحداث الأخيرة بسوريا، التي أنهت حقبة من حكم بشار الأسد ونظام حزب البعث العربي الاشتراكي، ولم يخف هؤلاء الشباب المغاربة وجوههم، وظهروا بصورة مكشوفة معتزين بـ”انتصاراتهم، ومنهم من أثبت هويته الشخصية وحتى موقع سكنه، حيث تقاسم رواد مواقع التواصل الاجتماعي عشرات الفيديوهات منها واحد يقول إنه من الحي المحمدي وأهدى لشباب الحي “فتح دمشق”.
ويذكر أن التعديلات التي تم إدخالها على قانون مكافحة الإرهاب سدت ثغرات كثيرة، منها القتال إلى جانب الجماعات الإرهابية في بؤر التوتر، والإشادة بالإرهاب.
والمغرب، الذي اكتوى بنار الإرهاب يوم 16 ماي 2003 وفي محطات أخرى، كان سبّاقا إلى إقرار قانون لمكافحة الإرهاب، وبعد التطورات التي عرفتها الظاهرة الإرهابية، تم تعزيز هذا القانون بتعديلات جديدة، كان الهدف منها تعزيز الآليات القانونية لمواجهة ظاهرة الالتحاق أو محاولة الالتحاق بالمعسكرات التدريبية الإرهابية بالخارج وتلقي تدريبات بها، حيث تم إدراج مجموعة من الأفعال ذات الصلة بمعسكرات التدريب ببؤر التوتر بوصفها جنايات معاقب عليها.
وإذا كان المغرب قد طوّر خبرات عملية كبيرة في محاربة الإرهاب من خلال الأجهزة الأمنية المكلفة بذلك، فإن طوّر أيضا الترسانة القانونية كما أسس لآلية تنفيذية مهمة تهدف إلى محاربة الظاهرة الإرهابية ويتعلق الأمر بالمكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.
وكانت الجماعات الإرهابية، دخلت فجر أول أمس الأحد العاصمة السورية دمشق، تحت عنوان “قوى المعارضة”، التي يوجد من بينها بعض التنظيمات التي صنفها اتفاق أستانة أنها معارضة، لكن الحركة الكبيرة هي حركة “هيئة تحرير الشام”، فرع تنظيم القاعدة بسوريا، التي صنفتها الأمم المتحدة كجماعة إرهابية، وكانت واشنطن أعلنت صرف 10 مليون دولار لكل شخص يدل على مكان وجود “أبو محمد الجولاني” زعيم التنظيم.
ويذكر أن هيئة تحرير الشام تأسست بعد حل حركة أحرار الشام واندماج عدد من التنظيمات المسلحة، وكان الجولاني اضطر إلى تغيير اسم جبهة النصرة إلى أحرار الشام كي يخفي الانتماء إلى تنظيم القاعدة.
وانتقل أبو محمد الجولاني، المختلف في تاريخ ميلاده ومكانه، بين عدة تنظيمات إرهابية، حيث انتمى في البداية إلى تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بزعامة الأردني أبو مصعب الزرقاوي، تم عاد إلى لبنان لتدريب حركة جند الشام، وفي 2008 رجع إلى العراق حيث اعتقل من قبل القوات الأمريكية تم أفرج عنه بسرعة، فانتمى إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق بزعامة أبي بكر البغدادي التي تحولت إلى دولة الإسلام في العراق والشام (داعش)، لكن الجولاني لم يقتنع بالتبعية فأسس جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام، بعد اندلاع الأزمة السورية.
وتلقى في الآونة الأخيرة دعما تركيا تحت غطاء أمريكي، رغم أن واشنطن ما زالت تضع هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية، وتم الحديث عن استعدادها لإزالتها من قائمة الإرهاب، كما أنها خصصت مكافأة مالية لكل من يدل على مكانه، قبل أن تستضيفه قناة سي إن إن الأمريكية في حوار مطول.
ويظهر أن التوافقات التي جرت حول تسليم السلطة في سوريا ترشح الجولاني لقيادة المرحلة قبل أن تنكشف الغيوم عن المستقبل وما يحمله من تداعيات.