عقدت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية اجتماعًا استثنائيًا يوم الأحد 29 دجنبر الجاري، حيث تطرّق عبد الإله بنكيران، الأمين العام للحزب، إلى التصريحات المثيرة للجدل الصادرة عن بعض الوزراء حول مدونة الأسرة، والتي أشار إلى أنها أثارت ردود فعل اجتماعية غير مسبوقة.
وفي كلمته خلال الاجتماع، أكد بنكيران أن ما تم تداوله من مواقف بشأن مدونة الأسرة لم يصل بعد إلى مستوى النصوص القانونية أو المقترحات الرسمية، بل ما زال في إطار الرسائل التوجيهية الملكية. وأشاد بحكمة الملك محمد السادس، الذي أوكل ملف القضايا ذات الطابع الديني إلى المجلس العلمي الأعلى، مما يبرز احترام الخصوصية الدينية للمغرب.
وأضاف بنكيران أن النقاشات الدائرة حول بعض الجوانب المثيرة للجدل، مثل قضايا التعصيب والنسب والإرث بين المسلم وغير المسلم، قد حُسمت بفتاوى المجلس العلمي الأعلى وتقبلها المجتمع المغربي. لكنه أكد أن القضايا الأخرى التي لم تحسم بعد تظل مفتوحة للنقاش العام، داعيًا الجميع إلى تناولها بروح من الحرية والمسؤولية.
وشدد بنكيران على أن حزب العدالة والتنمية يرفض أي محاولة للمساس بالثوابت الدينية أو الاجتماعية، لكنه في الوقت ذاته يرحب بأي نقاش بناء يهدف إلى تحقيق المصلحة العامة في إطار المرجعية الإسلامية. وأشار إلى أن المغرب يتمتع بخصوصية ثقافية واجتماعية ينبغي الحفاظ عليها، محذرًا من الانجرار وراء الضغوط الخارجية التي قد تسعى إلى فرض أجندات لا تتماشى مع هوية المجتمع المغربي.
وختم بنكيران بالتأكيد على أن الحزب سيواصل ممارسة دوره في النصح والمساهمة الإيجابية في النقاشات المجتمعية، بما يضمن تحقيق التوازن بين الإصلاح واحترام القيم والثوابت الوطنية.
المصدر : فاس نيوز