يجس فيلم “إميليا بيريز” الغنائي عن تاجر مخدرات مكسيكي يتحول إلى امرأة نبض أوساط هوليوود ويحاول الاستحواذ على إعجابها بعدما أبهر في مهرجان كان، إذ يسعى مساء الأحد إلى أن يفوز بأبرز جوائز غولدن غلوب التي رشح لعشر منها.
يحظى هذا العمل الفرنسي، الذي وفرته منصة “نتفليكس”، بفرص كبيرة للفوز في الفئات الرئيسية التي رُشح لها، بما في ذلك أفضل فيلم كوميدي وأفضل مخرج وأفضل سيناريو. كما تخوض بطلة الفيلم كارلا صوفيا غاسكون السباق إلى اللقب في فئة أفضل ممثلة، بينما تسعى زوي سالدانا وسيلينا غوميز للفوز بجوائز في فئة أفضل ممثلة في دور مساعد.
ولاحظ الصحافي بيت هاموند من موقع “ديدلاين” المتخصص، في تصريح لوكالة فرانس برس، أن الفيلم “كوميدي غنائي حقيقي حاز إعجاب الناس”. وأضاف أن الفيلم، الذي تُجرى معظم حواراته باللغة الإسبانية، يُعتبر منافسًا قويًا في فئتي أفضل فيلم عالمي وأفضل موسيقى تصويرية، كما حصل على ترشيحين لأفضل أغنية. وقد يكون فوزه مؤشرًا قويًا لإمكانية نيله جوائز أوسكار في مارس المقبل.
ورأى هاموند أن المنافس الرئيسي لفيلم “إميليا بيريز” على جائزة أفضل فيلم كوميدي هو فيلم “أنورا” للمخرج شون بيكر، الذي فاز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان. ويتناول الفيلم قصة بائعة هوى شابة في بروكلين.
من ناحية أخرى، بدا أن فيلم “ويكد”، المقتبس من مسرحية غنائية شهيرة على خشبات برودواي، لم ينل حقه، حيث اقتصرت ترشيحاته على أربع فئات فقط. ومع ذلك، رأى هاموند أن بطلة الفيلم سينثيا إيريفو، التي أدت دور الساحرة إلى جانب المغنية أريانا غراندي، كانت “مذهلة جدًا”، وقد تسرق الأضواء من كارلا صوفيا غاسكون.
وأشار هاموند إلى أن بطلة “إميليا بيريز”، التي تجسد شخصية متحولة جنسيًا، هي “حديثة العهد” في هوليوود، تمامًا مثل بطل فيلم “أنورا” ميكي ماديسون. ولم يستبعد هاموند أن يحقق فيلم فرنسي آخر، وهو “ذي سبستنس”، مفاجأة في هذه الفئة. هذا العمل، الذي كتبته كورالي فارجا وتؤدي فيه ديمي مور دور نجمة هوليوودية سابقة مدمنة على مصل لتجديد الشباب، حصل على خمسة ترشيحات، أبرزها في فئات أفضل فيلم كوميدي وأفضل مخرج وأفضل ممثلة في فيلم كوميدي. ويرى هاموند أن هذا الفيلم “سيلقى صدى في هوليوود”.
من جهة أخرى، نفذت جوائز “غولدن غلوب”، التي لا تزال تتأثر بفضيحة عام 2021 المرتبطة بالأخلاقيات والعنصرية والفساد بين أعضائها، مجموعة من الإصلاحات في السنوات الأخيرة، أبرزها إضافة أكثر من 200 عضو من مختلف أنحاء العالم إلى لجنة التحكيم. وأشار هاموند إلى أن آثار هذا التغيير بدت واضحة في الترشيحات، حيث أصبح الاحتفال “ذا طابع عالمي أكبر بالتأكيد، وأكثر انفتاحًا على أنواع مختلفة من الأفلام”.
وتعكس هذه التغييرات أيضًا فئات الأعمال الدرامية، التي عادة ما كان منظمو “غولدن غلوب” يفصلونها عن الأفلام الكوميدية. ففي فئة أفضل فيلم درامي، يتنافس فيلم “ذي بروتاليست” الكندي، الذي يحكي قصة مهندس معماري يهودي مجري ينجو من المحرقة ويهاجر إلى الولايات المتحدة، مع فيلم “كونكلايف” الذي تدور أحداثه في الفاتيكان. وحصل الفيلمان على سبعة وستة ترشيحات على التوالي.
كما يتنافس نجوم الفيلمين، أدريان برودي ورالف فاينز، على جائزة أفضل ممثل في فيلم درامي. ويبرز فاينز في دور كاردينال في أجواء انتخابات بابا جديد في الفاتيكان. بينما ينافس تيموثي شالاميه، الذي جسد شخصية بوب ديلن في فيلم “ايه كومبليت أن ون”، على الجائزة نفسها.
وتكتسب جوائز غولدن غلوب أهمية خاصة هذا العام بالنسبة للممثلات، خاصة قبل ثلاثة أيام من انتهاء التصويت على ترشيحات جوائز الأوسكار. وتشهد المنافسة بين الممثلات في فئة الأفلام الدرامية والكوميدية حدة كبيرة.
تتألق أنجلينا جولي في فيلم “ماريا” حيث تجسد شخصية المغنية ماريا كالاس، بينما تؤدي نيكول كيدمان دور امرأة تتمتع بسلطة لكن حياتها الجنسية مضطربة في فيلم “بايبي غيرل”. كما تؤدي فرناندا توريس دور أرملة كرست حياتها لأولادها في ظل الحكم الديكتاتوري في البرازيل خلال سبعينيات القرن العشرين في فيلم “آيم ستيل هير”.
وتنضم إليهن كيت وينسلت، التي تجسد دور مصورة صحافية حربية في فيلم “لي”، وباميلا أندرسون، التي تؤدي دور راقصة استعراضية في الملاهي الليلية تتقدم في السن في فيلم “ذي لاست شوغيرل”.
وأشار هاموند إلى أن كثرة عدد الأسماء المؤهلة للترشيح في فئة أوسكار أفضل ممثلة “كثيرة لدرجة أن بعض اللواتي كان من المحتمل أن يفزن في الأعوام السابقة قد لا يحصلن حتى على ترشيح (…) وهنا تكمن فائدة غولدن غلوب”.
وستبدأ حفلة توزيع جوائز غولدن غلوب عند الساعة 17:00 بتوقيت غرينيتش في بيفرلي هيلز. وستكون الممثلة الكوميدية نيكي غلاسر أول امرأة تتولى تقديم الحفلة منفردة.