أجهضت التساقطات الثلجية التي عمت إقليم ميديلت، ليلة الجمعة إلى السبت، حلم شباب مغاربة بجهة درعة-تافيلالت باجتياز مباراة ولوج المراكز الجهوية للتربية والتكوين التي نظمت اليوم السبت، إذ حال انقطاع محاور طرقية عديدة بالإقليم ذاته دون وصول هؤلاء المترشحين إلى مراكز الامتحانات بمكناس، فيما لم تفلح ملتمساتهم في إتاحة الفرصة لهم لخوض هذه المباراة بأحد مراكز مدينة الرشيدية.
ووجد مترشحون لاجتياز مباراة ولوج مهنة التدريس دورة يناير 2025 أنفسهم أمام “ضياع فرصة العمر” للالتحاق بهذه المهنة، بعدما انقطعت الطرق بالقرب من منطقة زايدة، ما اضطر الحافلة التي كانت تقلهم إلى التوقف، ليهم بعضهم بالعودة إلى الرشيدية حيث التقوا مسؤولين بالمركز الجهوي للتربية والتكوين، إلا أن ذلك لم يفلح في تمكينهم من اجتياز الاختبارات بأحد المراكز بالمدينة ذاتها.
وأدت التساقطات الثلجية المهمة التي شهدها إقليم ميدلت إلى شل حركة السير بعدد من المحاور الطرقية، فيما باشرت جرافات الثلوج وشاحنات رش الملح عمليات إزاحة الثلوج بالمقاطع المعنية لإعادة فتحها أمام مستعملي الطريق.
وأفاد خالد أوعداش، أحد المتضررين، وهو مترشح لمباراة مسلك تأهيل أساتذة التعليم الابتدائي- تخصص اللغة الأمازيغية، بكون “عدد هؤلاء يفوق عشرة مترشحين كانوا يستقلون ليلة الجمعة إلى السبت حافلة متجهة من الرشيدية إلى مكناس حيث مراكز الامتحانات التي سوف يجتازون فيها المباراة، إلا أنهم تفاجؤوا بانقطاع المحاور الطرقية بالقرب من المركز الحضري زايدة (إقليم ميدلت) عند الساعة الحادية عشرة ليلا”.
وأضاف أوعداش، القاطن بإملشيل، في تصريح لهسبريس، أنه “رغم المحاولات المتكررة لإقناع السائق بإيجاد حل يحول دون الحرمان من اجتياز فرصة العمر، إلا أن المتضررين لم ينجحوا في ذلك، إذ ألح على أن تعليمات السد الدركي صارمة”، موردا: “ذلك ما اضطرنا عند حدود الساعة الخامسة فجرا إلى العودة في حافلة أخرى إلى الرشيدية حيث قصدنا، أنا ومتضرر آخر، أحد الثانويات التي سيجتاز فيها مترشحون في تخصص الأمازيغية المباراة”.
وتابع بأن “المسؤولين عن مركز الامتحان هذا قاموا بتوجيهنا نحو المركز الجهوي للتربية والتكوين. هناك لم يقدم لنا أي مسؤول من الستة الذين التقيناهم أي حل ولم يقبلوا اجتيازنا الامتحانات بالمركز المذكور”.
وكشف المترشح ذاته عن “شعور بالأسى على ضياع هذه الفرصة، نظرا لأن كافة المترشحين بذلوا مشقة كبيرة في التحضير لهذه المباراة التي تعد بالنسبة لكثير منهم فرصة العمر”، بتعبيره.
وأكد عبد الله بولقاسم، أحد المترشحين لاجتياز المباراة المذكورة-تخصص الأمازيغية، الذين منعتهم الثلوج من الوصول إلى مركز الامتحانات بمكناس، أن “المتضررين يأملون أن تفتح الوزارة الوصية مباراة استثنائية لأجل اختبارهم؛ فعدم قدرتهم على خوض استحقاقات اليوم لم يكن نتيجة تهاون أو تقصير، بل راجع لظروف جوية سيئة خارجة عن إرادتهم”.
وأفاد بولقاسم، في تصريح لهسبريس، بأنه “مع الأسف لم ينجح التواصل مع مسؤولين بالمركز الجهوي للتربية والتكوين في منح المترشحين فرصة اجتياز المباريات بأحد مراكز الامتحانات بالرشيدية”، مشددا على أن “هذه المباراة حضروا لها بالشكل الكافي والمطلوب الذي يؤهلهم لاجتيازها بنجاح وعن جدارة واستحقاق”.
من جهته، أكد رضوان الرمتي، تربوي ممثل المتصرفين التربويين بوزارة التربية الوطنية، الذي واكب الواقعة، على ضرورة “أخذ الوزارة بعين الاعتبار هذه الظروف الجوية السيئة وإقامة دورة استدراكية استثنائية لهؤلاء الشباب الذين أقصتهم الثلوج”، مشددا على أنه “في الأساس، كان ينبغي الاستعداد القبلي لمثل هذه الوقائع، لا سيما أن التساقطات الثلجية الكثيفة غالبا ما تسبقها نشرات إنذارية”.
ودعا الرمتي، في تصريح لهسبريس، إلى “إنصاف كافة المترشحين المتضررين، خاصة أنه بالنسبة لبعضهم قد تكون هذه المباراة هي الفرصة الأخيرة لولوج مهنة التدريس، في ظل تسقيف السن المسموح به لاجتياز مبارياتها في 30 سنة”، مؤكدا أنه “لا يمكن حرمانهم منها نظرا لأنهم ضحية ظروف خارجة عن إرادتهم، وذلك ضمانا لمبدأ تكافؤ الفرص الدستوري”.
وشدد المتحدث على أن هذه الواقعة تفرض أن “يتم منح الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين السلطة التقديرية لإحداث مراكز احتياطية حالما يصادف مترشحون مثل هذه الظروف الجوية السيئة، مع تخصيص رقم للتواصل في الحالات الاستثنائية قصد التدخل”.