شهد المغرب، منذ عام 2023، تزايدا ملحوظا في حالات الإصابة بمرض الحصبة؛ ما دفع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إلى تحديث “دليل مراقبة تفشي مرض الحصبة والاستجابة له”. يهدف الدليل إلى تقليل معدلات الإصابة والوفيات عبر تعزيز تغطية التلقيح وتنفيذ حملات تطعيم جماعي في المناطق المتضررة. كما يتضمن إرشادات لتحديد الحالات المشتبه بها والمؤكدة، وآليات العلاج والعزل، مع التركيز على الوقاية من خلال تحسين النظافة العامة والتلقيح.
وفي سياق متصل، أصدرت وزارة التربية الوطنية دورية مشتركة مع وزارة الصحة من أجل تنسيق الجهود للحد من انتشار الأمراض المعدية في المدارس، وضمان بيئة تعليمية آمنة وصحية.
الدورية موجهة إلى المسؤولين الجهويين والمحليين في القطاعين للتنسيق واتخاذ إجراءات وقائية للحد من انتشار الأمراض المعدية في الوسط المدرسي، مع الإشارة إلى آلية استبعاد التلاميذ المصابين بمرض معدٍ من المدرسة.
وتدعو الوثيقة إلى التزام جميع المؤسسات بتنفيذ الإجراءات الوقائية لحماية الصحة العامة في الوسط المدرسي، مع التأكيد على أهمية التنسيق المشترك بين قطاعي الصحة والتعليم لضمان حماية التلاميذ والأطر التعليمية من الأخطار الصحية، وضمان استمرار العملية التعليمية في ظروف آمنة وصحية.
يذكر أن حالات الإصابة ببوحمرون، بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، عرفت تراجعا مضطردا منذ سنة عام 2013؛ فقد جرى، حينها، تسجيل 92 حالة انخفضت إلى عشر حالات في العام الموالي و17 حالة عام 2015، لكن سرعان ما عادت إلى الارتفاع عام 2018 حينما تم تسجيل 483 حالة إصابة. في المقابل، تُشير أرقام وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إلى تسجيل 25 ألف إصابة و120 وفاة ببوحمرون منذ شتنبر 2023.
ويتضمن “دليل مراقبة تفشي مرض الحصبة والاستجابة له”، الصادر عن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، إرشادات تفصيلية للمراقبة الوبائية.
وفيما يرتبط بالتلقيح، تحدث الدليل عن تنفيذ حملات تطعيم في المناطق المتضررة وغير المتضررة، مع التوصية بضرورة إعطاء الأولوية للأطفال غير المطعمين، مع تطعيم جميع الأفراد في المؤسسات المغلقة مثل المدارس ودور الرعاية، واستخدام جرعات فيتامين A لدعم جهاز المناعة وتقليل الوفيات.
وشمل الدليل أيضا تعريفا للحالات؛ من بينها حالة مشتبه بها، وهي “المريض الذي يعاني من طفح جلدي مع حمى وأعراض تنفسية أو عين حمراء”، و”الحالة المؤكدة”، وهي حينما يتم إثبات الإصابة من خلال الفحص المخبري (IgM أو RT-PCR) أو صلة وبائية.
ومن حيث العلاج، قال الدليل إنه لا يوجد علاج محدد للحصبة، إذ يتم التركيز على علاج الأعراض؛ مثل: مضادات الحمى، ومضادات حيوية في حالة وجود عدوى ثانوية مثل التهاب الرئة، وعلاج الفيتامين A لتعزيز المناعة.
The post تدابير تواجه "بوحمرون" بالمغرب appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.