لا تزال عناصر الشرطة القضائية بولاية أمن طنجة تحقق في لغز اختطاف رجل أعمال بمدينة البوغاز، وذلك بعد العثور عليه في إحدى الغابات القريبة من ميناء طنجة المتوسط، وعليه آثار التعذيب.
وكشفت مصادر خاصة لجريدة ”العمق”، أن الضحية يخضع حاليا للتحقيق منذ العثور عليه قبل 20 ساعة، حيث ظهرت عليه آثار تعذيب على مستوى يديه وقدميه وأذنه، إذ تسعى المصالح الأمنية لكشف ملابسات القضية، التي أثارت اهتمام الرأي العام بمدينة طنجة، نظرا لسيناريو الاختطاف الذي جرى بطريقة أشبه بالأفلام الهوليودية، وتلاه طلب فدية مالية.
وأضافت المصادر ذاتها أن النيابة العامة أمرت بإطلاق سراح شقيقين من المشتبه فيهما يملكان وكالات “صرف الأموال”، بعد ثبوت وجود أحدهما في مسرح الاختطاف داخل سيارته برفقة شخص آخر، حسب ما وثقته كاميرا المراقبة مثبتة بجوار الإقامة السكنية التي شهدت الواقعة،علما أن المشتبه فيهما من ذوي السوابق القضائية في مجال التهريب الدولي في المخدرات، وهو ما استغرب له متتبعون لهذا الملف.
وأشارت ذات المصادر، أن الخاطفين طالبوا عائلة رجل الأعمال بفدية كبيرة مقابل إطلاق سراحه، إلا أن تضييق الخناق على العصابة من طرف الأجهزة الأمنية دفع المختطفين إلى التخلص من الضحية برميه في إحدى الغابات بضواحي طنجة.
وكانت عناصر الشرطة القضائية بولاية أمن طنجة، مساء يوم أمس الأربعاء، قد عثرت على رجل الأعمال الذي أعلنت عائلته عن اختفائه قبل ثلاثة أيام، حيًّا وقد ظهرت عليه آثار التعذيب عليه.
وكشفت مصادر “العمق”، أن عناصر أمن طنجة، بعد تشديد الخناق على مختطفي رجل الأعمال، دفعت العصابة إلى إطلاق سراحه، ليتم العثور عليه في غابة “عين شوكة”، بقرية الدالية، ضواحي مدينة طنجة.
وأضافت المصادر ذاتها، أنه تم العثور على الضحية المختطف وعليه آثار تعذيب على مستوى يديه ورجليه ووجهه، ليتم نقله إلى ولاية أمن طنجة من أجل استجوابه لمعرفة الهوية الكاملة لمختطفيه.
وجاء العثور على رجل الأعمال المختطف بعد أبحاث مكثفة أجرتها عناصر الشرطة القضائية، من خلال مراجعة كاميرات المراقبة، وإجراء بحث ميداني في مكان الحادث، بالإضافة إلى تكثيف الأبحاث التقنية وفقًا للمعطيات المتوفرة حول الواقعة، وذلك بالاستعانة بفرق متخصصة في هذا المجال.
وكانت منطقة النجمة بوسط مدينة طنجة، قد شهدت في الساعات الأولى من يوم الأحد الماضي، حادثة وصفت بـ”المثيرة”، حيث تعرض رجل أعمال معروف للاختطاف داخل مرآب العمارة التي يقطن بها، وذلك من قِبل عصابة كانت تستقل سيارتين.
وكشفت مصادر مقربة من عائلته، في حديثها لـ”العمق”، أن الضحية كان داخل سيارته بمرآب العمارة السكنية، قبل أن توثق كاميرات المراقبة في الشارع العام خروج سيارة بيضاء بسرعة وعلى متنها أفراد العصابة، مصطحبين معهم الضحية.
وأضاف المصدر ذاته، أن شقيق الضحية تلقى رسالة عبر تطبيق “واتساب” من رقم أجنبي، يُرجح أنه تابع للعصابة، تطالب فيها بفدية مقابل إطلاق سراحه.
وأشار المصدر ذاته إلى أن شقيق الضحية أبلغ السلطات الأمنية التي باشرت تحقيقاتها من خلال مراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة في الشوارع المجاورة لموقع الاختطاف، والاستماع إلى إفادات عدد من سكان العمارة.
وناشدت عائلة الضحية، المصالح الأمنية تكثيف جهودها للعثور عليه، خاصة أنه لا يزال مختفيًا منذ 24 ساعة، وسط مخاوف من تعرضه للتعذيب، بسبب نزاعات سابقة مع العصابة، التي كانت موضوع شكاية بعد اعتراضه قبل أيام في منطقة طنجة البالية.
