شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تداولا واسعا لمقاطع مصورة وتدوينات تحذر من لحوم القطيع الوطني بسبب المضادات الحيوية التي يتم إعطاؤها للأبقار والأغنام، خاصة مع اقتراب عيد الأضحى، وما يمكن أن تسببه من أضرار لصحة الإنسان.
وفي هذا الصدد، أوضح بوعزة الخراطي الطبيب البيطري ورئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، أن المضادات الحيوية التي يتم الحديث عنها تستخدم لمعالجة الالتهابات التي تصيب الأبقار والكلاب والقطط، ولا يتم وصفها للأغنام.
ورغم كون الوصفة الطبية لا تشير إلى استخدام هذه المضادات للأغنام إلا أن الكثير من الكسابة يستخدمونها لمختلف أنواع ماشيتهم، كما يتم استخدامها للوقاية وليس للعلاج، وهو أمر اعتبره الخراطي خطأ، فلا تعطى هذه المضادات للحيوانات السليمة و التي لا تعاني من التهابات.
وانتقد الخراطي في تصريح لموقع “لكم” السلوك غير المسؤول للكثير من الكسابة الذين يعطون الأدوية دون تأطير، والهرمونات، ومواد لها تأثير على جودة اللحوم، وقد تضر صحة المستهلك.
وأكد الخراطي أن مفعول هذه المضادات الحيوية التي يتم الحديث عنها، شأنها شأن كل الأدوية، تبقى في جسم الحيوان لمدة قد تصل إلى شهرين، وينبغي ألا يتم ذبح الشاة خلال هذه المدة.
وفي الوقت الذي تحذر فيه بعض الأصوات من أمراض خطيرة وسرطانات بسبب مفعول هذه المضادات، نفى الخراطي هذا “التهويل”، وأكد أن تناول اللحوم التي فيها بقايا “البنسلين” له انعكاسات على الصحة ولكن ليس إلى هذا الحد، واصفا الأمر بالتخويف والتشويش.
وأوضح أن اللحوم التي لا تزال فيها بقايا “البنسلين” قد تسبب الحساسية، خاصة للأشخاص الذين لهم حساسية من هذه المادة، كما يمكن أن يؤثر على مقاومة المضادات الحيوية بالنسبة للإنسان.
ودعا الخراطي المستهلك إلى اقتناء اللحوم التي يتم ذبحها بالمجازر المرخصة، لأن مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية “أونسا” تراقب هذا اللحم، والمكتب له برنامج سنوي، حيث يأخذ عينات من اللحم ويجري لها تحاليل للكشف عن وجود مضادات حيوية أو هرمونات، وفي حال تبين ذلك يمنع مرورها للسوق.
وتفاعلا مع ذات الموضوع، أكدت الهيئة الوطنية للبياطرة على أن المضادات الحيوية تستعمل فقط من أجل العلاج وليس بهدف الوقاية مع الاحترام القانوني لكيفية استعمالها.
وأكدت الهيئة أن حملات التلقيح الوطنية التي يتم القيام بها تستخدم فيها لقاحات بيطرية لا تضر بسلامة وجودة اللحوم، فضلا عن وجود مراقبة صحية للحوم الحمراء على مستوى المجازر الوطنية، مما يضمن ترويج و عرض لحوم حمراء سليمة وصالحة للاستهلاك.
كما أكد ذات المصدر التتبع الميداني الذي تباشره المصالح البيطرية للتأكد من ظروف انتاج ونقل وتخزين المنتجات الغذائية مع أخذ العينات للبحث عن بقايا الأدوية، بما فيها اللحوم.
وشددت الهيئة على أن مهنة الطب البيطري مهنة ينظمها القانون، ويبقى الطبيب البيطري المنتدب المؤهل الوحيد لفحص وتشخيص ووصف الأدوية البيطرية، وعند الاقتضاء تقديم العلاجات اللازمة للحيوانات تحت مسؤوليته من خلال استعمال أدوية بيطرية مرخصة على المستوى الوطني.