نظمت الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان، اليوم الخميس بالرباط، حفل تسليم جائزة المجتمع المدني في دورتها السادسة، ترأسه مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة الناطق الرسمي باسم الحكومة.
وفي مستهل كلمته الافتتاحية، أشاد بايتاس بأدوار جمعيات المجتمع المدني التي واكبت جميع التطورات المجتمعية التي تشهدها بلادنا، مشيرا إلى أنه “مسار مدني متميز، يعكس التراكم الإيجابي للتجربة الجمعوية ببلادنا، تجربة اكتسبت بفعل قدرتها على التأثير والتأثر، رصيدا نظريا وعمليا مهما، يطبعه الغنى والتنوع، وهو الأمر الذي أهل الفاعل المدني ببلادنا لبلورة رؤيته الخاصة في ابتكار إجابات ومبادرات قادرة على احتضان احتياجات المواطنين، وتقديم الحلول لكثير من التحديات المرتبطة بمختلف المجالات التنموية، ولاسيما في اللحظات الصعبة كما هو الشأن بالنسبة لمواجهة الآثار المترتبة عن الكوارث الطبيعية”.
وأكد المسؤول الحكومي أن جائزة المجتمع المدني تشكل تجسيدا حيا للتقدير والاعتراف الوطني بالمساهمات النوعية والمبادرات المؤثرة لجمعيات المجتمع المدني، باعتبارها فاعلا ومساهما رئيسيا في بلورة السياسات العمومية وطنيا ومحليا، اعتراف أطره دستور المملكة، وكرسته توجيهات الملك محمد السادس، في العديد من خطبه ورسائله.
وأشار الوزير إلى “التقدير الكبير الذي أصبحت تحظى به جائزة المجتمع المدني، بفعل تزايد واتساع ثقة الفاعل المدني وكذا التراكم الحاصل على مستوى التنظيم، فضلا عن الإسهام المركزي للتعديلات التي تمت على مستوى الإطار التنظيمي للجائزة، واعتماد إجراءات أكثر مرونة في ملفات ترشيح جمعيات مغاربة العالم، وهو ما يفسر التطور المطرد لنسبة الإقبال والترشيح”.
وسجلت جائزة المجتمع المدني في دورتها السادسة تزايد عدد الترشيحات في جميع أصنافها، منذ إعادة إحياء شعلتها بعد توقفها مدة سنتين خلال فترة الحجر الصحي. فقد بلغ عدد الترشيحات برسم الدورة الرابعة لسنة 2022 ما مجموعه 212 ترشيحا، وتزايد هذا العدد برسم الدورة الخامسة لسنة 2023 ليبلغ 280 ترشيحا. وخلال هذه الدورة توصلت الوزارة بما مجموعه 472 ترشيحا.
وشكلت الجائزة مناسبة سنوية عرض فيها السيد الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان حصيلة عمل الوزارة خلال سنة 2024، إذ تمكنت هذه الأخيرة من قطع أشواط مهمة في تفعيل محفظة مشاريع استراتيجيتها “نسيج” للفترة 2022-2026.
وأعلنت لجنة تحكيم جائزة المجتمع المدني عن أسماء الفائزين في دورتها السادسة برسم 2024، في هذا الحفل الذي حضره ممثلو جمعيات المجتمع المدني وشخصيات سياسية وفكرية وفنية وإعلامية. وتم خلاله تتويج الجمعيات الفائزة في صنفي جائزة الجمعيات والمنظمات المحلية وجائزة الجمعيات والمنظمات الوطنية وصنف الشخصيات المدنية، وصنف جمعيات ومنظمات المغاربة المقيمين بالخارج، وكذا صنف الشخصيات المدنية من المغاربة المقيمين بالخارج.
وبخصوص المتوجين في صنف الجمعيات والمنظمات المحلية، فعادت الجائزة الأولى، والتي تبلغ قيمتها 80.000 درهم، مناصفة ل”جمعية بيت بهية للأطفال المتخلى عنهم المعاقين”، من بني ملال، و”جمعية سمنيد للتنمية الاجتماعية”، من أزيلال.
وشاركت جمعية بيت بهية للأطفال المتخلى عنهم المعاقين بمبادرة تهدف إلى الإيواء والتكفل بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة المتخلى عنهم وإدماج الأطفال الذين يعانون من إعاقات متوسطة في المحيط المدرسي والمواكبة الطبية والنفسية لهذه الفئة مع تقوية قدراتها الجسدية لإدماجها في برامج رياضية.
بينما شاركت جمعية سمنيد بمبادرة “مركز الاستقبال العائلي للتميز”. ويهدف إلى صناعة الأمل من جديد لدى التلميذات المهددات بالانقطاع عن الدراسة كُرها والتخفيف من ظاهرة الهدر المدرسي لدى الفتاة القروية خاصة اليتيمات بأعالي جبال أزيلال، من خلال إرجاعهن إلى الفصول الدراسية وتوفير جميع الظروف والمستلزمات الدراسية لتحقيق التميز الدراسي.
وكانت الجائزة الثانية بقيمة 60.000 درهما من نصيب “جمعية جوهرة الصحراء لأوضاع المرأة والطفل بالعيون” بمبادرة “فضاءات التمكين الاقتصادي للنساء بجهة العيون الساقية الحمراء”، وتهدف إلى تقوية الادماج الاقتصادي للمرأة وتمكينها في الحقل التنموي ونشر ثقافة المساواة والنهوض بحقوق المرأة الصحراوية والمساهمة في تهيئة بيئة مناسبة لتنمية روح المقاولة وريادة الأعمال لدى النساء وكذا التصدي للتمييز القائم على أساس النوع الاجتماعي.
وفي صنف الجمعيات والمنظمات الوطنية، حازت “جمعية التنمية المحلية- المغرب” الجائزة الأولى بقيمة 80.000 درهما، بمبادرتها: “التكوين، والطاقات المتجددة، والأكسجين الطبي، والاقتصاد الاجتماعي والتضامني: مقاربة متعددة القطاعات لتحسن الصحة العمومية بإقليم شفشاون”.
وتتوخى هذه المبادرة ضمان الحق في الصحة للساكنة القروية بشمال المغرب والمساهمة في تعزيز نظام الصحة العمومية بالعالم القروي وتحسين جودة الخدمات الطبية، والطوارئ والوقاية بخمس مراكز صحية قروية بإقليم شفشاون للمساهمة في تحسين البنية التحتية وجودة الرعاية الصحية بهذه المراكز من خلال الإمداد المستقر بالكهرباء والأكسجين الطبي، ودعم قدرات الطاقم الطبي والتمريضي، وتحسيس وتمكين المواطنين.
وعادت الجائزة الثانية، والتي تبلغ قيمتها 60.000 درهما، لفائدة “جمعية الحلقة للعلوم والتكنولوجيا”، من الدار البيضاء، بمبادرة “كسر الحواجز أمام تعليم STEM في المناطق القروية” (STEM: العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات).
وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز المساواة بين الجنسين في مجال التعليم، وتمكين الفتيات في المناطق القروية من الاستفادة من تعليم STEM ذي جودة عالية وتغيير الصورة النمطية حول قدرات الفتيات في مجالات STEM، وكذا المساهمة في تكوين جيل من الفتيات القادرات على الابداع والابتكار في هذه المجالات.
وفي صنف جمعيات ومنظمات المغاربة المقيمين بالخارج، فازت “جمعية الابتسامة الإنسانية”، من بروكسيل-بلجيكا، بالجائزة الأولى بقيمة 80.000 درهما. وتهدف مبادرة “SOS SEISME MAROC” التي شاركت بها إلى المساهمة في تعافي المجتمعات المتضررة من تداعيات زلزال الحوز وتقديم المساعدات اللازمة من خلال توفير الغذاء والمعدات الطبية والموارد الاقتصادية للساكنة، وإعادة الحياة والبسمة للمتضررين من الزلزال عبر إعادة الإعمار وتوفير المأوى لهم، وتشجيع الاقتصاد المحلي من خلال دعم المشاريع المحلية لاسيما في مجال الزارعة والحرف اليدوية والسياحة المستدامة، وبالتالي المساهمة في محاربة الهجرة القروية.
وكانت الجائزة الثانية، والتي تبلغ قيمتها 60.000 درهما، من نصيب “رابطة الجالية المغربية في قطر”، بمبادرة “الدوري الرمضاني السنوي في كرة القدم للصالات”.
وتهدف هذه المبادرة إلى تقوية أواصر التواصل وتعزيز العلاقات بين أفراد الجالية المغربية المقيمين بقطر، والمساهمة في تقوية ارتباط أفراد الجالية المغربية وأبنائهم بوطنهم وبالقيم الحضارية المغربية، والمساهمة في الاندماج الإيجابي للجالية المغربية في المجتمع القطري، والمساهمة في التعريف بالمغرب وبالجالية المغربية المقيمة في قطر من خلال التغطية الإعلامية الواسعة التي يشهدها الدوري، وغرس ثقافة الرياضة والتعاون والتضامن لدى أفراد الجالية المغربية.
وفي صنف الشخصيات المدنية، فاز يوسف ايت علي ابريم، من تمارة، بالجائزة الأولى بقيمة 30.000 درهم. والذي شارك بمساهمته “ابتكار واختراع أجهزة تكنولوجية خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة”.
وتهدف إلى إدماج ذوي الاحتياجات الخاصة في محيطهم الخاص والعام، وتمكينهم من استعمال التكنولوجيا الحديثة لتسهيل حياتهم اليومية وتجاوز بعض المعيقات التي تعترضهم، وتدريس التلاميذ “مادة الاختراع” بالمؤسسات العمومية والخصوصية بالمغرب، والمساهمة في تكوين تلاميذ مخترعين ومبتكرين.
وكانت الجائزة الثانية، بقيمة 30.000 درهم، من نصيب الحسن اخواض، من تيزنيت، الذي شارك ب”أولمبياد “تيفيناغ” الوطنية”، وهي المبادرة التي تتوخى المساهمة في إرساء اللغة الأمازيغية في مختلف مناحي الحياة ولاسيما قطاع التعليم، وفي تعميم تدريسها بالمؤسسات التعليمية على الصعيد الوطني، وكذا تسليط الضوء على منطقة تافراوت بإقليم تيزنيت التي تحتضن نهائيات أولمبياد تيفيناغ، والتعريف بتقاليدها وعاداتها.
وفي صنف الشخصيات المدنية من المغاربة المقيمين بالخارج، عادت الجائزة الأولى، والتي تبلغ قيمتها 30.000 درهم، مناصفة لجلال الدوام، من فيينا- النمسا، وسعاد النعيمي، من سان مور ديه فوسيه – فرنسا.
وساهم جلال الدوام بمنصة حساب الانبعاثات الكربونية التي تسببها مشتريات عملاء بنك رايفايزن الدولي”، والتي تهدف إلى توعية عملاء بنك رايفايزن الدولي بخطورة الانبعاثات الحرارية، وانخراط عملاء هذا البنك في تخفيض الانبعاثات الكربونية من خلال استعمال المنصة، وتشجيعهم على الحفاظ على حياة الأجيال القادمة من خلال شراء مشتريات تمت صناعتها بطريقة تحترم البيئة.
بينما شاركت سعاد التعيمي بمبادرتها “إطلاق وإدارة مشروع توجيهي تجريبي لطلبة سلك الدكتوراه المغاربة”. وتهدف إلى توجيه ودعم طلبة سلك الدكتوراه بجامعة محمد الأول بوجدة، من طرف أطباء وباحثين وأساتذة من المغاربة المقيمين بالخارج مشهود لهم بالكفاءة على المستوى العالمي.
وعادت الجائزة الثانية، بقيمة 30.000 درهم، إلى سمير فقي، من فلوريدا- الولايات المتحدة الامريكية، عن مساهمته “رالي السيارات- مسيرة السلام (MOROCCAN Heritage Car Rally) “، والتي تهدف إلى الترافع من أجل القضية الوطنية الأولى (قضية الصحراء المغربية)، وإلى توحيد صفوف الجالية المغربية في أورلاندو دعما للوحدة الترابية للمملكة المغربية وخلق متنفس للمغاربة المقيمين بالولايات المتحدة الأمريكية للاحتفال سنويا بذكرى المسيرة الخضراء في الشوارع الأمريكية، والتعريف بالقضية الوطنية.
وتقديرا من الوزارة لمبادرات جمعيات المجتمع المدني، تم إحداث الكتاب الذهبي «livre d’or» بالمنصة الوطنية للجمعيات «société-civile.ma»، وهو فضاء توثيقي خاص بالمنجزات الرائدة للجمعيات المغربية وجمعيات مغاربة العالم. حيث سيتم إغنائه تدريجيا بالمنجزات المتوجة في دورات حفل جائزة المجتمع المدني، وكذا بالمبادرات الجمعوية الرائدة على المستويين الوطني والمحلي، وبالإنجازات المتميزة لجمعيات مغاربة العالم.