الأربعاء, أبريل 2, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيتأوي 120 ألف أسرة.. كيف ظهرت "الكاريانات" بالمغرب؟

تأوي 120 ألف أسرة.. كيف ظهرت “الكاريانات” بالمغرب؟


أنفقت الحكومات المغربية المتعاقبة أموالا طائلة في سبيل الحد من انتشار “مدن الصفيح”، التي تشوه جمالية المدن علاوة على وضع ساكنتها في ظروف معيشية غير إنسانية. ومع ذلك ما زالت “الكاريانات” تأوي إلى غاية اليوم 120 ألف أسرة مغربية رغم أنّ الظاهرة ترجع إلى عهد الحماية الفرنسية.

وفي أحدث المعطيات التي كشفت عنها وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، فاطمة الزهراء المنصوري، فإن 63 في المئة من الأسر التي تقطن بدور الصفيح تتمركز على مستوى مدينة الدار البيضاء.

هذه الظاهرة مردها إلى عقود الحماية الفرنسية، بحيث نقلت الأخيرة في غضون أقل من 40 سنة ساكنة مدينة الدار البيضاء من 25 ألف نسمة، في بداية الاستعمار، إلى أكثر من 600 ألف نسمة في سنة 1950، يؤكد المهندس ونائب رئيس جمعية “كازا ميموار”، كريم الرويسي.

وأوضح المتحدث خلال مداخلته ضمن برنامج “أحياء في الذاكرة” على قناة “مدار 21″، إن هذا الانفجار الديمغرافي نتج عن تحول المدينة إلى مركز اقتصادي استقطب عددا كبيرا من سكان الهوامش والضواحي والمناطق المحيطة.

“هنا سيُطرح إشكال سكني كبير، فالسياسة الكولونيالية كانت منكبة على تشييد أحياء ومساكن للمعمرين الأوروبيين بالأساس، والمبادرات التي كانت تروم إسكان المغاربة محدودة إلى ذلك العهد، على غرار حي الأحباس والأحياء العمالية، التي لم تكن كافية لاستيعاب النزوح الكبير صوب القطب الاقتصادي الجديد” يضيف الخبير.

وواصل سرد قصة ظهور “الكاريانات”، بكون الوافدين على المدينة، وأمام ضعف العرض السكني والظروف الاجتماعية الصعبة، اضطروا لتأسيس أحياء الصفيح، كان أكبرها الحي المحمدي أو “كاريان سونطرال” الذي آوى حوالي 50 ألف نسمة.

وتزامن ذلك، في أواسط القرن العشرين، بوقوع تغييرات سياسية كبيرة؛ فرنسا تخرج منهكة من الحرب العالمية الثانية، والصوت الاستقلالي بالمغرب آخذ في الارتفاع، مما اضطر السلطات الاستعمارية للاستجابة عبر بناء أحياء لإيواء المغاربة، وفي الوقت ذاته إسكات الأصوات الغاضبة.

“تقرر إذن بناء مجموعة من الأحياء الجديدة التي تدخل في نطاق ما يُعرف بـ”السكن للعدد الكبير”، وقد كانت هذه التجربة مُعممة عالميا بعد الحرب العالمية الثانية، التي أدت لتخريب الكثير من الأحياء والمساكن، مما اضطر السلطات في كل البلدان المعنية إلى التفكير في سبيل لإسكان أكبر قدر ممكن من الضحايا” يضيف الرويسي.

وبالنسبة للمغرب، ومدينة الدار البيضاء تحديداً، تم الشروع في تطبيق هذا الفكر الهندسي بالحي المحمدي نفسه، من خلال نوعين من السكن؛ “سكن أفقي عبارة عن بنايات من 64 متر مربع، ذات غرفتين وبهو داخلي، وهي التي أخذت الحيز الأكبر، بالإضافة إلى بعض الأبنية العمودية”.

وإلى جانب الحي المحمدي تم بناء حي سيدي عثمان بنفس الفلسفة، مع الإشارة إلى أن المساكن تمت إحاطتها بمجموعة من المرافق الرياضية والثقافية، ساهمت في بروز جيل من الفنانين والرياضيين والمفكرين، على غرار “سينما السعادة” وملعب “الطاس”… مما دفع الشباب للإقبال على الحياة الثقافية والرياضية ومنح المغرب نجوماً في هذه المجالات.



Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات