وسط أجواء مشحونة في مجلس النواب، عبر نواب المعارضة عن استيائهم الشديد مما وصفوه بعدم جدية الحكومة في إنهاء أزمة طلبة كليات الطب والصيدلة، مؤكدين أن تأخر الحل ينعكس سلباً على الوضع الصحي في البلاد.
إذ أشار النواب إلى أن الأزمة تجاوزت حدودها المعتادة وأصبحت أزمة مجتمعية تمس كل بيت مغربي، معتبرين أن أي تسويف في التعامل معها قد يزيد من حدة الغضب ويعمق الشعور بعدم الثقة في المؤسسات.
في مقابل ذلك، ظهر وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين الميداوي، خلال مناقشة الميزانية الفرعية لوزارته لسنة 2025 بلجنة التعليم والثقافة والتواصل بمجلس النواب اليوم الخميس متفائلاً.
شدد الميداوي على أن قضية طلبة الطب دخلت “مرحلة جديدة” بفضل مساعي مؤسسة وسيط المملكة، التي وصفها بأنها تمثل جزءاً أساسياً في عملية التفاوض وتهدئة الأجواء.
وأوضح الميداوي أن الأزمة لم تعد في وضعها الحرج، بل أصبحت أكثر هدوءاً واستقراراً بعد الاستماع مباشرة إلى الطلبة وتبادل الرسائل بينهم وبين الجهات الحكومية.
وأكد الوزير أن الطلبة، الذين أبدوا خلال اللقاءات تجاوباً إيجابياً، يملكون كفاءة عالية ويمتلكون رؤية واضحة لمستقبلهم.
وتابع الميداوي أن الحوار الجاري يهدف للوصول إلى اتفاق نهائي بمقاربة تعتمد على الوساطة، ما سيساهم في خفض التوتر وإيجاد أرضية مشتركة تضمن تحقيق مطالب الطلبة مع الحفاظ على استقرار القطاع.
خلال حديثه، دعا الوزير وسائل الإعلام إلى التحلي بالمسؤولية في التناول الإعلامي لهذه القضية الشائكة، مشيراً إلى أن أي تسرع قد يعيد الملف إلى نقطة الصفر.
وحول تفاصيل الحوار الذي يجري عبر مؤسسة الوسيط، أشار الوزير إلى أن عملية الوساطة تتم بانتظام، حيث يقوم الوسيط بعرض مقترحات الطرفين والسعي لتقريب وجهات النظر.
وأبرز ذات المتحدث، أن الوصول إلى حل لهذه الأزمة يشكل أولوية وطنية، مشدداً على ضرورة الحفاظ على مسار التفاوض بهدوء بعيداً عن أي تصعيد قد يؤثر على مسار العملية.
في الختام، عبّر الميداوي عن ثقته التامة في الطلبة، واصفاً إياهم بأنهم يتمتعون بالوعي والرؤية نحو مصلحة وطنهم.
داعيا جميع الأطراف، بمن فيهم النواب والإعلام، إلى التعاون من أجل تجاوز هذه الأزمة ودعم جهود الوساطة لإيجاد حل سريع وعادل يلبي تطلعات الطلبة ويحقق التوازن المطلوب للقطاع.