أثارت تطبيقات تقييم جودة المنتجات الغذائية والاستهلاكية، جدلا واسعا بين المستهلكين في المغرب، خاصة بعدما قيمت هذه التطبيقات منتجات واسعة الانتشار على موائد المغاربة بنقاط ضعيفة مقرونة بتحذيرات من استهلاكها لكونها تتضمن إضافات مسرطنة أو مجهولة.
وفي خضم الجدل القائم، توجه رواد مواقع التواصل الاجتماعي لمتجر التطبيقات “غوغل بلاي”، ليتفاجأوا أن التطبيق محظور في المغرب ولا يمكن تحميله مما زاد من مخاوفهم ومنحهم تأكيدا غير مباشر على مصداقيته وعلى حجم الأخطار الصحية التي يمكن أن تسببها بعض المنتوجات.
ويعمل التطبيق على جرد أهم المعلومات حول المنتج، مثل المكونات، عدد السعرات الحرارية، كمية الألياف، والدهون المشبعة أو السكر، وهي معلومات تكتبها الشركات على منتجاتها كما يفرض عليها ذلك المشرع المغربي، كما تمنحها تقييما يتراوح بين 0 و100.
وفي سياق هذا الجدل، أكد مختصون أن تقييم هذه التطبيقات للمنتجات أمر غير معقول، مؤكدين أن تجربة بسيطة على الشوكولاتة السوداء التي حصلت على تقييم 30 نقطة، أثبتت عدم مصداقية التطبيقات المتداولة وذلك لأن الجميع يعرف بأنها الأفضل مقارنة بالشوكولاتة البيضاء أو الممزوجة بالحليب.
وشدد المختصون على أنه لا يجب أن يثق المستهلكون ثقة عمياء في هذه التطبيقات ويحرصون على استخدامها في كل مكان، ذلك أن الأطباء ينصحون دوما بتناول كل شيء، لكن بكميات معتدلة، وعليه فإن أي تطبيق لا يمكن أن يعوض التربية ولا يمكن إلا أن يوفر نظرة جزئية عن المنتج.
وتساءل المختصون عن سبب منح هذه التطبيقات تقييما ضعيفا لبعض المنتجات واقتراح أخرى كبديل لها، ومدى ارتباط ذلك بعلاقات مشبوهة تجمع بين الشركات وأصحاب التطبيقات، مما يضع مسألة استقلاليتها في موضع شك.
ويستخدم ملايين الأشخاص حول العالم هذه التطبيقات، التي بدأت منذ ظهورها بممارسة الضغوط على صناعة المواد الغذائية والاستهلاكية، حيث بينت الدراسات أن التطبيقات المذكورة دفعت 1 من أصل 3 إلى تغيير المنتجات التي اعتادوا على اقتنائها ببدائل أخرى.
يشار إلى أن شركة التوزيع الفرنسية العملاقة انتارمارشي، كانت قد أعلنت في وقت سابق عن تغيير 900 طريقة تحضير مواد غذائية، وإلغاء 142 نوعا من الإضافات بهدف الحصول على نقطة أفضل في تقييم هذه التطبيقات، حيث كشفت المجموعة في دراسة أجراها مكتب مستقل لمصلحتها، أن تطبيقات تقييم المنتجات لها تأثير على عادات الاستهلاك لدى المواطنين.