في تصعيد جديد للتوترات داخل أروقة نادي غلطة سراي التركي، ألقى المدرب أوكان بوروك الضوء على أزمة متفاقمة مع النجم المغربي حكيم زياش، مشيرًا إلى أن اللاعب بات غير راضٍ عن وضعه مع الفريق.
هذه التصريحات، التي جاءت في وقت حساس مع اقتراب فترة الانتقالات الشتوية، أثارت تساؤلات حول مستقبل زياش مع الفريق التركي، حيث لم يعد خافياً أن رحيله بات مسألة وقت.
وقال بوروك في تصريحات صحفية أن “حكيم زياش لاعب ذو مستوى عالمي، لكن من الطبيعي أن يشعر بالإحباط عندما يجد نفسه على دكة البدلاء”.
وأضاف: “لاعبون مثل زياش يعبرون عن استيائهم بطرق مختلفة، ونحن نعلم أنه غير سعيد، من الواضح أنه يبحث عن فرصة جديدة.”
وحملت تصريحات المدرب، في طياتها تأكيدًا غير مباشر أن العلاقة بين الطرفين وصلت إلى نقطة اللاعودة.
هذا الوضع المتأزم فتح الباب أمام موجة من التكهنات حول الوجهة المقبلة للنجم المغربي.
ووفقًا لصحيفة ميلييت التركية، فإن ثمانية أندية أوروبية تتابع تطورات موقف زياش عن كثب، مع اهتمام بارز من أندية الدوريين الإيطالي والإنجليزي.
بين الأسماء المطروحة، برزت أندية مثل تورينو وفينيسيا من إيطاليا، بالإضافة إلى وست هام يونايتد وإيبسويتش تاون من إنجلترا، في مشهد يبرز المنافسة الشرسة للظفر بخدمات اللاعب الذي، رغم تعثره الأخير، لا يزال يُعتبر موهبة لا يستهان بها.
ورغم هذا الاهتمام الأوروبي، لم تكن القارة العجوز وحدها ساحة للصراع على زياش. بحسب موقع فوت ميركاتو الفرنسي، دخلت أندية خليجية على الخط، عارضة مغريات مالية كبيرة لضمان انتقال اللاعب.
ورغم ذلك، يبدو أن زياش يتعامل بحذر مع هذا الخيار، واضعًا شروطًا صارمة تتعلق بالمقابل المالي ونمط الحياة في المدينة المستضيفة، ما يعكس رغبته في تحقيق توازن مثالي بين الطموح الرياضي والحياة الشخصية.
ما يزيد من تعقيد الموقف هو الأداء المتواضع الذي ظهر به زياش منذ انضمامه إلى غلطة سراي قادمًا من تشيلسي.
اللاعب، الذي كان أحد أبرز نجوم أياكس أمستردام الهولندي سابقًا، لم يقدم سوى مساهمة هجومية يتيمة خلال ثماني مباريات مع فريقه الجديد.
وأثار هذا التراجع استياء الجماهير، التي لم تخفِ خيبة أملها من نجم كانت تتوقع منه الكثير.
في هذا السياق، لم يكن مفاجئًا أن يعبر زياش عن إحباطه بشكل صريح، مؤكدًا نيته مغادرة النادي خلال فترة الانتقالات الشتوية.
وتعكس تصريحات اللاعب، التي وصف فيها تجربته مع غلطة سراي بأنها “محبطة”، حجم التوتر الذي يعيشه داخل النادي.
وفي ظل هذا الوضع، باتت الأسابيع القليلة المقبلة بمثابة مفترق طرق، حيث من المتوقع أن تشهد مفاوضات مكثفة بين مختلف الأطراف لتحديد مستقبله.
من جانبه، أبدى نادي رين الفرنسي اهتمامًا واضحًا بزياش، مع تقارير تؤكد استعداده لتقديم عرض رسمي خلال يناير المقبللكن المفاجأة الأكبر جاءت من الدوري الأمريكي، الذي يُعتقد أنه قد يكون وجهة محتملة للاعب، حيث توفر الأندية هناك عروضًا مالية مغرية وظروفًا مريحة قد تجذب النجم المغربي الباحث عن بداية جديدة.
مع كل هذه السيناريوهات، تبقى الحقيقة الوحيدة أن زياش يعيش فترة حرجة في مسيرته، تتطلب قرارات حاسمة قد تعيد إليه بريقه المفقود.
وبين الخيارات الأوروبية والخليجية والأمريكية، يبدو أن حكيم زياش أمام تحدٍ جديد لإثبات ذاته وإعادة كتابة فصول النجاح التي لطالما ارتبطت باسمه.