هبة بريس ـ الرباط
نشر عبد الله بوانو رئيس المجموعة النيابية للعدالة و التنمية بمجلس النواب تدوينة نوه فيها بنجاح الزيارة ابتي قام بها وفد برلماني مغربي لدولة المكسيك.
و جاء في تدوينة بوانو التي عنونها ب”زيارة المكسيك.. نجاحات ومكاسب للدبلوماسية البرلمانية” ما يلي: “في البداية أجدد التهنئة للقراء الأفاضل، بمناسبة شهر رمضان المبارك، الذي يخبرنا تاريخنا بأنه بالإضافة لكونه شهر صيام وعبادة، فإنه كذلك شهر ملاحم وانتصارات وتحولات ايجابية على مستوى الأفراد وعلى مستوى الأمة كذلك.
ولابد من استلهام هذه الروح الانتصارية التي يتميز بها رمضان، لكي تسري فينا وبيننا كمغاربة على طول السنة، حتى نحقق لامتنا ودولتنا ما تصبو اليه من مراتب الشموخ والتقدم في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والحقوقية والديمقراطية، مهما كانت الصعاب داخليا وخارجيا.
والحقيقة أنني أردت من خلال هذه التدوينة، أن أعود إلى حدث دبلوماسي اعتبره على قدر كبير من الأهمية، ويتعلق بمكاسب الزيارة التي قام بها وفد من مجلس النواب ترأسه السيد رئيس المجلس، إلى دولة المكسيك، في الفترة مابين 23 فبراير 2025 و26 من الشهر نفسه، وقد تشرفت بالمشاركة فيها الى جانب الاخوة رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار ورئيس فريق الأصالة والمعاصرة ورئيس فريق التقدم والاشتراكية.
طبعا في مثل هذه المناسبات، نترك انتماءاتنا واصطفافاتنا السياسية جانبا، ونقف صفا واحدا للدفاع عن بلادنا، والترافع عن قضاياها الحيوية إسنادا للجهود الدبلوماسية الرسمية وقياما بالواجب في مجال يعتبر من الوظائف البرلمانية.
لقد كانت هذه الزيارة ناجحة بكل المقاييس، وحقق من خلالها الوفد البرلماني المغربي مكاسب جديدة لصالح المغرب، لاشك ستكون لها تداعيات ايجابية على مستقبل العلاقات المغربية المكسيكية.
صحيح أن العلاقات المغربية المكسيكية ضاربة في القدم، وتبلورت بشكل رسمي منذ 1962، وتجمعنا مع المكسيك عشرات الاتفاقيات في مجالات مختلفة، وقد تعززت هذه العلاقات على إثر الزيارة التي قام بها جلالة الملك حفظه الله لهذه الدولة سنة 2004، وصحيح ان وزارة الخارجية بمختلف أطرها وعلى رأسهم السيد سفير المملكة المغربية يقومون بعمل كبير في هذا الشأن و أن مسؤولين حكوميين وبرلمانيين مغاربة قاموا بزيارات عمل كثيرة خلال السنوات الأخيرة للمكسيك، لكن حقيقة زيارة فبراير 2025، سيكون لها ما بعدها بإذن الله، في اتجاه تعميق العلاقات المغربية المكسيكية، على أرضية التعاون المشترك والاحترام المتبادل، استثمارا للتحولات الجيوسياسية الجارية وكذا للدينامية المتصاعدة التي تعرفها قضية الصحراء المغربية، والاقتناع المتزايد بالحل المغربي المتعلق بالحكم الذاتي.
وبالنسبة لي هناك عناصر مهمة تكشف حجم النجاح الذي حققته زيارة وفد مجلس النواب المكسيك، أولها إلقاء رئيس مجلس النواب المغربي السيد رشيد الطالبي العلمي كلمة بإسم مجلسنا أمام مجلس النواب المكسيكي، رغم بعض التشويش الذي قام به فريق برلماني وحيد، أو دعوني أقول بعض الأفراد لأنه تبين فيما بعد أن من اعترضوا معه لم يكونوا جميعا نوابا، وهذا عنصر النجاح الأول، لأنه ليس متاحا لأي كان من الأجانب إلقاء كلمة أمام مجلس النواب في المكسيك.
العنصر الثاني، هو إلقاء ممثلين عن الفرق البرلمانية المكسيكية من الأغلبية والمعارضة، لمداخلات بعد كلمة رئيس مجلسنا، وقد أشادت جميعها بالتطور الذي تعرفه العلاقات المغربية المكسيكية، ودعت كذلك إلى ترسيخها والانتقال بها الى مستوى أكثر تقدما يراعي التحولات التي يعرفها المغرب، والافاق التي يفتحها للتنمية والشراكة المربحة بفضل موقعه الجغرافي.
وسجلنا في المقابل مداخلة وحيدة، حاولت صاحبتها ان تعكر صفو الجلسة التي يمكن وصفها بالتاريخية، حيث انهالت بالتهم على زملائها فقط لانهم كانوا منصفين في حديثهم عن المغرب، وعن وحدته الترابية وسيادته على صحرائه، وعن مصلحة بلادهم في دعم الجهود الاممية في قضية الصحراء وأهمية التزام الحياد على الاقل.
وعلمنا فيما بعد ان هذه الاتهامات فتحت بشأنها مناقشات جدية لتحديد المسؤوليات وترتيب الآثار القانونية بشأنها.
ودون التدخل في هذا الشأن الداخلي لزملائنا أعضاء مجلس النواب في المكسيك، فإنه من زاوية التحليل السياسي، هو نوع من التوجه نحو عزل دعم اطروحة الانفصال داخل النخبة البرلمانية المكسيكية، والدفع بتعزيز العلاقات مع المغرب مع مراعاة مصالحه الوطنية وفي مقدمتها ما يتعلق بقضية الصحراء، وهذا عنصر نجاح ثالث لا شك في ذلك.
اعتقد أن هذه العناصر الثلاث، بالإضافة إلى الكلمات الصريحة لرئيس مجلس النواب المكسيكي، ومختلف المسؤولين المكسيكيين الذي تشرفنا باللقاء بهم، والتي عبرت عن رغبة صادقة في الارتقاء بالعلاقات مع المغرب في إطار احترام شؤونه الداخلية وسيادته على كافة أراضيه، تشكل مؤشرات نجاح الزيارة التي قام بها وفد مجلس النواب المغربي، وتحمل في الوقت نفسه الدبلوماسية البرلمانية مسؤولية الاستمرار في القيام بدورها وواجبها دفاعا عن مصالح البلاد وقضاياه التي لا رجعة فيها”، يختم بوانو تدوينته.