وجه عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، خطابًا حماسيًا خلال مهرجان خطابي نظمه الحزب بجهة سوس ماسة، متطرقًا فيه إلى القضايا الوطنية والإقليمية الساخنة.
وكانت رسالته واضحة: المغرب متمسك بوحدته الترابية ومصمم على تعزيز علاقاته التاريخية مع إفريقيا.
وبدأ بنكيران حديثه بإبراز الروابط الروحية التي تجمع المغرب بالقارة الإفريقية، مشيرًا إلى أن هذه العلاقة ليست وليدة المصالح الاقتصادية أو الظرفية السياسية، بل تمتد جذورها إلى قرون من التاريخ المشترك.
وقال: “المغرب مرتبط بإفريقيا بالروح والإيمان والدين، أجدادنا كانوا من حملوا راية الإسلام في هذه القارة، وبفضلهم ترسخت القيم الإنسانية والروحية التي تجمعنا اليوم”.
لكن بنكيران لم يكتف بالإشارة إلى الروابط الروحية، بل انتقد بشدة ما وصفه بـ”الممارسات العدائية” للنظام الجزائري، الذي يسعى إلى زعزعة استقرار المغرب عبر قضية الصحراء.
وأكد أن الشعب الجزائري يكن احترامًا كبيرًا للمغاربة، لكن النظام، الذي وصفه بـ”الكابرانات”، يعمل على إثارة الفتن وزرع الأكاذيب بين الشعوب الشقيقة.
وفي هجومه على “الأطروحات الجزائرية”، قال بنكيران: “الجميع يعرف لماذا يسعى هذا النظام لفرض سيطرته على الصحراء المغربية، ليس لديهم مشروع واضح سوى تحويل المنطقة إلى مأوى للكيان الوهمي الذي لا يتجاوز سكانه 200 ألف نسمة.
مضيفا: “هذا المخطط أصبح مكشوفًا للعالم، والمجتمع الدولي يدرك اليوم أن الصحراء مغربية، بفضل الاعترافات المتتالية بدعم سيادة المغرب على أراضيه”.
المثير في خطاب بنكيران كان تركيزه على أهمية تغليب الحكمة والحوار، مشيرًا إلى أن المغرب مستعد دائمًا لبناء جسور التواصل مع الجزائر، شريطة أن تتخلى الأخيرة عن سياساتها العدائية.
وخاطب القيادة الجزائرية قائلاً: “العنوا الشيطان وكفوا عن محاولاتكم لقطع طريق المغرب نحو إفريقيا، نحن لن نتخلى عن علاقاتنا التاريخية بالقارة، ولن نسمح لأي طرف أن يعترض مسيرتنا”.
هذا التصعيد في الخطاب يأتي في وقت حساس، حيث يشهد الملف المغربي-الجزائري توترًا متصاعدًا، خاصة مع استمرار الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء، وتعزيز المغرب لعلاقاته الاقتصادية والسياسية مع دول القارة السمراء.
