في سياق سياسي مشحون، واصل عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، توجيه انتقادات حادة لوزير العدل عبد اللطيف وهبي، متهمًا إياه بخدمة أجندات غربية تهدف إلى تغيير القيم التقليدية للمجتمع المغربي.
وجاءت هذه التصريحات خلال الجلسة الافتتاحية للدورة العادية للمجلس الوطني للحزب، حيث تناول بنكيران مسألة التعديلات المقترحة على مدونة الأسرة، واصفًا إياها بمحاولات لإرضاء بعض الأطراف على حساب القيم الأسرية المغربية.
استغرب بنكيران تركيز وزير العدل على قضايا مثل تعدد الزوجات، الذي لا تتجاوز نسبته 0.3%، مؤكدًا أن هذا النقاش مفتعل ولا يعكس الأولويات الحقيقية للمجتمع.
كما أشار إلى أن هذه التعديلات تهدف، حسب رأيه، إلى إرضاء بعض الحركات النسوية التي قال إنها لا تمثل بالضرورة المرأة المغربية.
وأضاف: “هناك حملة بين النسويات في الغرب، يعبرن عن ندمهن لأنهن ركضن وراء مسارات مهنية على حساب حياتهن الأسرية، وهذا ما يدفعنا للتساؤل: هل نريد السير في هذا الاتجاه؟”.
وفي سياق انتقاداته، اتهم ابن كيران وزير العدل بإشعال فتيل الشارع المغربي بدلًا من تهدئته، مستنكرًا تصريحات الوزير التي وصفها بأنها “مستفزة وقبيحة”.
واعتبر أن هذه التصريحات زادت من حدة الانقسام وأثارت سخرية المجتمع بدلاً من امتصاص التوجسات.
وأكد أن دور الحكومة يجب أن يكون تعزيز الاستقرار والحفاظ على الهوية الوطنية، مضيفًا أن دولة مثل المغرب، التي تستند إلى هوية دينية منذ تأسيسها، لا يمكنها التفريط في هذه القيم الأساسية.
لم تسلم الحكومة الحالية برئاسة عزيز أخنوش من انتقادات ابن كيران، إذ اعتبر أن الحكومة لا تبالي بمعاناة الشعب، مشيرًا إلى أن وصولها إلى السلطة كان بطرق وصفها بـ”غير المشروعة”.
وقال إن هذه الحكومة، التي استفادت من الأموال الريعية ومن دعم جهات معينة، لا تبدي أي اهتمام بالاستحقاقات الانتخابية المقبلة، معتقدة أن الأسلوب ذاته سيضمن لها النجاح مجددًا.
وأشار بنكيران إلى أن الشعب يعيش حالة من السخط غير المسبوق، مؤكدًا أن ما وصفه بـ”السياسات الريعية” التي ينتهجها أخنوش تزيد من احتقان الشارع.
وأضاف أنه كان يحافظ سابقًا على علاقة طيبة مع رئيس الحكومة، لكن “السياسة الريعية والثروة الناتجة عنها” أصبحت سببًا مباشرًا في التدهور الذي يعاني منه المواطن المغربي اليوم.
ودعا بنكيران إلى مراجعة المؤشر الاجتماعي الذي يتم على أساسه توزيع الدعم العمومي، مشددًا على أن هذا المؤشر يتسبب في حرمان العديد من الأسر المحتاجة من حقوقها.
كما أكد أن هذه السياسة ليست سوى صورة أخرى لاحتقار المواطنين وقهرهم، مطالبًا الحكومة بتبني سياسات أكثر إنسانية وعدالة.
واختتم ابن كيران كلمته بالدعوة إلى التركيز على القضايا الحقيقية التي تهم المواطن المغربي، بدلًا من إثارة قضايا وصفها بـ”الهامشية”، مشددًا على ضرورة العمل على تعزيز الاستقرار الاجتماعي والحفاظ على الهوية الوطنية كركيزة أساسية للدولة المغربية.
