في مدينة بنسليمان التي تحتضن مشروع ملعب الحسن الثاني أكبر ملعب كرة القدم في العالم، تحضيرا لاحتضان بلادنا مناصفة مع إسبانيا والبرتغال كأس العام 2030، يفتقد المستشفى الإقليمي منذ سنوات لخدمة طبيب مخدر (بناج).
بنسليمان- بوشعيب حمراوي (le12.ma)
في هذه المقالة سأتحدث بالتفصيل عن موضوع الطبيب المخدر (البناج) قطاع الخاص الذي أوتي به للعمل داخل المستشفى الإقليمي مقابل راتب شهري يتقاضاه من ميزانية جماعة عين تيزغة عن طريق جمعية البحيرة السليمانية .
هذا الطبيب الذي توقف عن العمل وأوقف حال غرفة العمليات الجراحية (البلوك)، وترك المرضى عرضة للإهمال والمضاعفات المرضية والمعاناة المالية و المعنوية …
كما سأتحدث عما اعتبره (فضيحة عدم التمكن من تعيين طبيب مخدر (بناج) داخل المستشفى الإقليمي الوحيد بتراب اقليم بنسليمان.
وطبعا أدى هذا الى حالات من الاحتقان والغضب بالاقليم .وتبنى الفرع الإقليمي للجمعية المغربية لحقوق الانسان بالاقليم برئاسة الحقوقي محمد متلوف ملف عدم تواجد طبيب بناج ونظم وقفة احتجاجية أمام المستشفى مطالبا بإنصاف المرضى والاقليم صحيا…
وفي الأخير سأعطي مقترحات من أجل تأهيل المستشفى وشرعنة العمل داخل مستودع الأموات وفتح المستودع الكبير المتواجد بالقرب من اعدادية زياد.
المخدر المفقود
في مدينة بنسليمان التي تحتضن مشروع ملعب الحسن الثاني أكبر ملعب كرة القدم في العالم، تحضيرا لاحتضان بلادنا مناصفة مع إسبانيا والبرتغال كأس العام 2030، يفتقد المستشفى الإقليمي منذ سنوات لخدمة طبيب مخدر (بناج).
ولعل المسؤولين يعلمون أن هناك طبيب بناج يشتغل بمدينة بالجنوب المغربي لديه تعيين بمستشفى بنسليمان منذ عدة أشهر
لكنه لم يلتحق.
لماذا؟.
لأن الوزارة التي تصدر التعيينات تشترط أن ينتقل الطبيب الى مقر عمله الجديد بعد أن يأتي من يعوضه في المستشفى الذي يشتغل فيه.
بيد أن هذا الشرط الغريب لم يتم تطبيقه داخل مستشفى بنسليمان.
لقد سبق وإنتقل أطباء التخدير إلى مدن أخرى بدون تعويضهم . كانت آخرهم طبيبة مخدرة جائت من العيون ..
كانت تلك الطبيبة تعاني من صحيا، لذلك تم تعينها في ببنسليمان في إطار تقريبها من منزلها.
لكنها عادت وإنتقلت في إطار إتمام مسارها المهني والصحي دون أن يتم تعويضها …وكأن الساكنة هنا من الدرجة الثانية ..
في ظل هذا الإهمال الغريب لوزارة الصحة على عهد الحكومات السابقة لمرضى الإقليم .. كانت هناك مبادرة من طرف مجلس جماعة عين تيزغة.
لقد إقترح رئيس الجماعة بعد موافقة المجلس على تخصيص مبلغ مالي للتعاقد مع طبيب بناج يسد الخصاص داخل المستشفى. تم التوافق على أن يدس مجلس الجماعة مبلغ 12 مليون سنوياً في حساب جمعية البحيرة السليمانية من أجل التعاقد مع طبيب يتم صرف راتبه شهرياً من ذلك المبلغ ..
ولتفعيل هذه المبادرة تم توقيع اتفاقيتين
الاولى بين جمعية البحيرة السليمانية و مندوبية الصحة والمديرية الجهوية للصحة
والثانية بين جمعية البحيرة السليمانية وجماعة عين تيزغة.
بموجب ذلك، جرى التعاقد مع الطبيب البناج الذي استمر في عمله التعاقدي لازيد من سنة.
لكن فجأة توقف الطبيب البناج عن العمل ؟!. في خضم ذلك، عمدت جماعة عين تيزغة إلى إلغاء الاتفاقية الخاصة بالتعاقد مع الطبيب المبرمة مع جمعية البحيرة السليمانية شهر دجنبر 2024. فيما بقيت اتفاقية أخرى بين الجمعية والجماعة، قائمة وتخص دعم مرضى الدياليز بقيمة 10 مليون سنويا ..
فما هي اسباب التوقف والالغاء؟
للحصول على توضيحات بخصوص القصة الكاملة لمحنة مرضى بنسليمان مع «مخدر» مدينة أكبر ملعب كرة القدم في العالم، كان لابد من التواصل من كافة الأطراف المعنية.
حتى نكون منصفين للكل وجعل الرأي العام أمام تفاصيل الملف …وإليكم ردود.
إدارة المستشفى
* إدارة المستشفى الإقليمي تؤكد أنه لا علاقة لها بملف طبيب التخدير لانها ليست طرفا في الاتفاقية وأنها راسلت عدة مرات ومنذ سنوات المندوبية الإقليمية والمديرية الجهوية والوزارة الوصية من أجل تعيين طبيب بناج واحد ودائم على الاقل دون جدوى.
مندوب الصحة
*السيد مندوب الصحة بالإقليم : أكد للموقع أنه لا علم لها بتفاصيل امتناع الطبيب البناج على الإستمرار في عمله التقاعدي .. موضحًا أن المبادرة مميزة ويتمنى ان تستمر ولو أنها تبقى مؤقتة دائما ..كما أكد أن بابه مفتوح لتجديد المبادرة مع أية جمعية ..
مؤكداً أن موضوع عدم تواجد طبيب بناج يقلقه كثيراً وأن الوزارة الوصية على علم وسبق له أن راسلها عدة مرات ولازال ينتظر…
كما أكد أن هناك طبيب له تعيين منذ أشهر ولم يلتحق ..
الطبيب البناج
* السيد الطبيب البناج : أكد أنه كان يعمل بتفان وكان يزيد عن عمله معتبرا أنه عمل أجره عند الله …
وعن سبب توقفه عن العمل التعاقدي قال : إن رئيس جمعية البحيرة السليمانية كان يبعث له حالات ويطالبه باستعجالها علما أن لديه حالات مرضية مسطرة إداريا داخل المستشفى ..
وأضاف أحسست أنني أعمل لصالح شخص وليس للمستشفى …
ئيس جماعة
*السيد رئيس جماعة عين تيزغة : أكد أنه تم إلغاء الإتفاقية في الدورة الأخيرة للمجلس بعد أن علم بتوقف عمل الطبيب البناج .. وأضاف أنه سيطالب الجمعية بإعادة ما تبقى من أموال لها .. لأنه تم دفع مبلغ 12 مليون سنتيم مرتين ..
كما أكد الرئيس أن المجلس لازال مستعداً لدفع المبلغ لأية جمعية من أجل عودة الطبيب أو التعاقد مع طبيب بناج آخر …
رئيس جمعية
* السيد رئيس جمعية البحيرة السليمانية : قال إنه ليس مسؤول صحي وأنه علي التواصل مع مسؤولي قطاع الصحة بالاقليم من أجل معرفة ما يجري .
وأنه مستعد لتقديم الإضافات، وعندما طلبت منه الجريدة الرد على ما قيل عن الجمعية وعنه شخصيا ..أكد أنها كلها افتراءات ….
مقترحات حل الأزمة
ننتقل الآن الى المقترحات التي أن تحل الأزمة نهائيا سواء من طرف الوزارة الوصية او في إطار مبادرات الجماعات الترابية والمجلس الإقليمي والمجلس الجهوي والغرف المهنية الإقليمية والجهوية.
المقترح الأول: يمكن لبرلمانيي الإقليمي الثلاثة (احمد الداهي وامبارك العفيري وياسين عكاشة) .أن يبادروا كل داخل فريقه البرلماني من اجل طرح اسئلة كتابية وشفهية على وزير الصحة.. كما يمكن لباقي الأحزاب السياسية التي ليس لها مقعد برلماني بالاقليم أن تقوم بنفس الشيء عن طريق فرقها البرلمانية في مجلس النواب ومجلس المستشارين …
كما يمكنهم مجالسة وزير الصحة ورئيس الحكومة من اجل ذلك …لانه لا يمكن أن يقبل العقل البشري كيف أن مستشفى اقليمي لا يتوفر طبيب بناج ؟؟؟!!!!.
المقترح الثاني : المستشفى هو إقليمي ويستقبل مرضى كل الجماعات الترابية .. لدى فالمبادرة التي قامت بها جماعة عين تيزغة هي تلزم كل الجماعات ال15 بالاقليم ..
المطلوب هو تخصيص مبلغ سنوي لدعم قطاع الصحة بالاقليم ..
وهنا ستختلف مبالغ الدعم السنوي من جماعة الى اخرى .ويمكن الجماعات الغنية ان تعطي اكثر من الفقيرة.. وتبدأ المساهمات من مليون سنتيم مثلا حتى 20 مليون أو أكثر …
يتم إحداث جمعية صحية أو جمعية أصدقاء المستشفى الإقليمي بنسليمان أو أو خاصة بأهداف مسطرة واضحة وبأعضاء يتم انتقاؤهم وتصرف لها تلك الأموال سنويا …
ويمكن لتلك الجمعية الإقليمية أن :
أولا : تتعاقد مع طبيب بناج يدعم العمل داخل المستشفى .. مع ضرورة تواجد طبيب بناج رسمي معين من طرف وزارة الصحة
ثانيا : يمكن للجمعية كذلك أن تعين طبيباً للتشريع والتشريح يهتم بمستودع الاموات .. وأن تتعاقد مع الموظف الحالي (العسراوي) بمستودع الاموات وإنهاء التدبير العشوائي لهذا المرفق.
فهل تتحرك الجهات المسؤولة ورجالات بنسليمان لإنهاء محنة ساكنة الإقليم مع «بناج» المستشفى، في مدينة تحتضن مشروع ملعب الحسن الثاني، أكبر ملعب كرة القدم في العالم، تحضيرا لاحتضان بلادنا مناصفة مع إسبانيا والبرتغال كأس العام 2030.