هبة بريس – يوسف أقضاض
حذر الناشط السياسي والإعلامي سعيد بنسديرة من المستقبل المظلم الذي ينتظر الجزائر في ظل تزايد المديونية الداخلية وعجز الميزانية المستمر.
ويؤكد بنسديرة أن الجزائر تعتمد بشكل شبه كامل على مداخلها من المحروقات، وهي مصادر معرضة للتقلبات الاقتصادية العالمية، مما يعرض البلاد لمزيد من الأزمات.
في هذا السياق، أشار إلى الإجراءات التي اقترحها أحمد أويحيى، رئيس الحكومة السابق، التي تضمنت منح رخصة المديونية الداخلية من البنوك الجزائرية كحل مؤقت لتجاوز الأزمة الاقتصادية.
لكن ورغم مرور سنوات على هذه الإجراءات، لا تزال الديون في تزايد مستمر، ولم تحقق السياسات الاقتصادية المتبعة أي تحسن ملموس. ففي عام 2019، وصل العجز إلى 193 مليار دولار، وفي عهد الرئيس الحالي عبد المجيد تبون، ارتفع العجز في 2023 ب 42 مليار دولار.
ورغم تحسن مداخل الجزائر في 2024 لتصل إلى 67 مليار دولار، إلا أن الحكومة أنفقت حوالي 113 مليار دولار، مما خلف عجزًا فادحًا يعكس تزايد الديون الداخلية.
يسلط بنسديرة الضوء على الاستخدام غير الشفاف للأموال العامة، حيث يشير إلى أن هذه المبالغ صرفت في مشاريع غير مجدية، مثل دعم المستثمرين الأتراك، بدلًا من أن تُستثمر في مشاريع بنية تحتية حيوية كالمطارات والطرق والمصانع. في وقت يعاني فيه الشعب الجزائري من الفقر والبطالة، وتكبل الحريات.
وقال بنسديرة: “أموال الجزائر صرفت على الأتراك والشباب لشرب الخمر”.
كما أبدى بنسديرة استغرابه من غياب أي مشاريع ملموسة على أرض الواقع رغم هذه الميزانية الضخمة، محذرًا من أن الجزائر قد تواجه الأسوأ في المستقبل القريب إذا استمرت السياسات الاقتصادية الفاشلة.
وطالب بنسديرة الرئيس الجزائري تبون والحكومة بالكشف عن مصير أموال الشعب الجزائري، محذرًا من تداعيات هذه السياسات على استقرار البلاد وسرقة الأموال العامة.
من جهة أخرى، انتقد بنسديرة بشدة سياسة الجزائر في طبع الأوراق النقدية، معتبرًا أن هذه السياسة أسهمت بشكل كبير في تفاقم أزمة التضخم. وأكد أن هذه السياسات الاقتصادية غير المدروسة أدت إلى تدهور الوضع المالي، مما أثقل كاهل المواطن الجزائري.
كما وجه بنسديرة انتقادات شديدة اللهجة لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، حيث اتهمه بصرف أموال الجزائر على مشاريع غير ذات جدوى، مثل دعم الشباب في الترفيه والشرب، في وقت يعاني فيه الشعب من أزمة اجتماعية خانقة.
وفي النهاية، حذر بنسديرة من سياسات الجزائر العدائية تجاه الجيران، مشيرًا إلى أن الجزائر قد تواجه تحديات خطيرة في المستقبل القريب إذا استمرت هذه السياسات. وأكد أن الجزائر مقبلة على مرحلة قد تكون الأسوأ في تاريخها إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لتصحيح المسار.