قال عالم الاجتماع، محسن بنزاكور، إن هناك مجموعة من “المنظمات الإرهابية”، غربية كانت أو عربية، تستغل اليوم العدوان الإسرائيلي على فلسطين كوسيلة لتمرير خطاب التطرف بين أوساط الشباب.
وفي حديث لجريدة “العمق”، أشار بنزاكور إلى أن تعاطف الشباب مع معاناة المدنيين والأطفال والشيوخ جراء مشاهد القصف الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي على منازلهم وخيامهم، “ينتج عنه تراجع في منسوب النقد، وبالتالي يصبح الشاب عرضة لتبني الأطروحة الإرهابية للمنظمات التي تستغل هذا التعاطف”.
وأوضح أن هذه المنظمات تبني إيديولوجيتها على أساس عاطفي لا عقلاني، بحيث تعتمد على اندفاعية الشباب وحماسهم لجذب عقولهم وتجييشها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرا أن التراجع الحضاري الذي يعرفه العالم الإسلامي اليوم، شكل أرضية خصبة لزرع هذه الأفكار التي تقوم على العنف والتطرف.
وقال المتحدث إن استعمال كلمة “الجهاد” من لدن هذه “الجماعات الإرهابية”، يتم التركيز فيها على دورها الديني كطريق تؤدي إلى الجنة، “ما يسهل عملية زرعها في أذهان جمهور الخطاب المتطرف، وجعلها قابلة للتنفيذ”.
وفيما يخص دور الجهات المسؤولة في مواجهة هذا “المد الإرهابي”، دعا عالم الإجتماع إلى ضرورة “تنوير العقول” عبر نهج استراتيجية تقوم على اقتحام وسائل التواصل الاجتماعي وإبراز الرأي المعاكس، والابتعاد عن سياسة “الكرسي الفارغ”.
وشدد بنزاكور على دور الإعلام في تبني تقنيات الفيديو الحديثة، للوصول إلى فئة عريضة من الجمهور، وخصوصا المراهقين، ومن خلالها إذكاء منسوب التفكير والتعقل لمحاربة هذه الإيديولوجيات اللاعقلانية.
ويذكر، أن السلطات الأمنية المغربية نجحت الأسبوع المنصرم في تفكيك خلية “الأشقاء الثلاث” بمنطقة حد السوالم المكونة من شباب تتراوح أعمارهم ما بين نهاية العشرينيات وبداية الثلاثينيات، حيث تم الكشف عن مخططهم لتنفيذ عمليات حساسة قبل أن يتم إجهاضها من طرف الفرق الأمنية.
