في خطوة حاسمة لمواجهة ظاهرة الشغب بالملاعب المغربية، عقد المكتب المديري للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، يوم أمس الخميس، اجتماعًا هامًا بمقر الجامعة، برئاسة فوزي لقجع.
الاجتماع، الذي خُصص لبحث السبل الكفيلة بمحاربة السلوكيات غير المسؤولة داخل المدرجات، شهد تقديم مقترحات جريئة من بينها تحميل الأندية مسؤولية تصرفات جماهيرها ومعاقبتها من لدن الأجهزة القضائية المختصة، وهو ما أثار جدلًا واسعًا حول فعالية هذه الإجراءات في الحد من هذه الظاهرة.
وكام عبد السلام بلقشور، رئيس العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، من أبرز المتدخلين في الاجتماع، حيث اقترح تبني مقاربة جديدة تضع الأندية في دائرة المسؤولية المباشرة عن الأحداث التي تشهدها مدرجاتها.
هذا المقترح أثار نقاشًا عميقًا حول دور الأندية في تأطير جماهيرها وضمان احترامها لقواعد السلوك الرياضي، وهو ما قد يمثل نقطة تحول في تعامل الجامعة مع الشغب.
على هامش الاجتماع، تم الإعلان عن موعد انعقاد الجموع العامة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والعصب الوطنية، والمقرر يوم الخميس 13 مارس 2025.
هذا الحدث المرتقب سيشهد تقييمًا شاملًا للأنشطة والبرامج السابقة، إضافة إلى اتخاذ قرارات استراتيجية تهدف إلى تعزيز صورة كرة القدم الوطنية على المستويين المحلي والدولي.
ومع تصاعد حالات الشغب في الملاعب، تتزايد علامات الاستفهام حول الأسباب العميقة لهذه الظاهرة.
يرى البعض أن غياب برامج التوعية الموجهة للشباب وعدم توفير بيئة رياضية آمنة يلعبان دورًا كبيرًا في تفاقم السلوكيات غير المسؤولة.
هؤلاء يؤكدون أن الأندية والجامعة بحاجة إلى استثمار أكبر في تعزيز ثقافة التشجيع الإيجابي عبر حملات توعوية تستهدف الجيل الصاعد.
على الجانب الآخر، هناك من يرى أن الحل الأمثل يكمن في التشديد على تطبيق القوانين الرادعة والعقوبات الصارمة بحق المخالفين.
هذه الفئة تؤمن بأن التهاون في معاقبة المتورطين يسهم في استفحال المشكلة، مما يفرض ضرورة اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لضمان سلامة الملاعب وحماية صورة كرة القدم الوطنية.
وتجد الجامعة الملكية المغربية نفسها أمام معضلة معقدة تتطلب مقاربة شاملة تجمع بين الردع القانوني والتأطير التربوي.
وبينما تتباين الآراء حول أنجع السبل لمعالجة الشغب، يبقى الهدف المشترك هو استعادة الروح الرياضية الحقيقية وتحويل الملاعب إلى فضاءات آمنة تجمع بين المنافسة الشريفة والتشجيع الحضاري.