يعود الممثل ناصر أقباب إلى تجسيد شخصية “ابن الحي الشعبي” الذي يقضي معظم وقته في الشارع، يتسم بصفات البساطة وقلة الحاجة التي تدفعه إلى القيام بسلوكات “منحرفة”، مما يعيده إلى تجسيد شخصية شبيهة بدور “السكفاندري” في شكله وهندامه التي تختلف تماما عنه، وعن سياق الأدوار التي يقدمها عادة.
ويظهر ناصر أقباب في شكل وهندام مختلفين، في مسلسل “منال”، الذي يشرف هشام العسري على إخراجه، الذي ينتظر عرضه في شهر رمضان المقبل، على شاشة القناة الأولى.
ويعود أقباب إلى تجسيد شخصيات لا تعتمد على شكله “الهادئ” بارتداء هندام ابن الحي الشعبي، بمكياج يجعله شخصا أنهكته حياة قاسية، بملامح مرهقة، بعدما كانت شخصية “السكفندري” في مسلسل “رضاة الوالدة” من ضمن أهم الأدوار التي حققت له شهرة واسعة وأخرجته من عباءة تكرار الأدوار.
ورغم أن ناصر أقباب لم يجسد في مسلسل “رضاة الوالدة” شخصية رئيسية، غير أنه استطاع أن يشد انتباه الجمهور إليه، لتقمصه شخصية تتطلب الكثير من الجهد في ملامحها وتفاصيلها.
وجسد ناصر أقباب في “رضاة الوالدة” شخصية شاب ينتمي إلى حي شعبي، ويقوم بأفعال وسلوكات انحرافية، ويحاول أن يكون متسلطا في منطقته.
ومسلسل “منال” يوظف تقنية “deepfake” أي “التزييف العميق” التي تعمل على تغيير الوجوه، إلى جانب رصده العمل بالتكنولوجيا في المغرب الحديث.
وينقل المسلسل قصة امرأة تنتحل شخصية رجل لغرض في نفسها، عبر إظهار كيفية استعمال التكنولوجيا في المغرب الحديث، من باب دفاع الشخصية عن ذاتها وحماية نفسها، وليس بغاية الابتزاز.
ويعيد هذا المسلسل الذي يحمل عنوان “منال” العسري إلى التلفزيون، في الوقت الذي أبعده الإخراج السينمائي عنه، والذي تكلف بنفسه بكتابته وإخراجه في تعامل جديد مع شركة “إيماج فاكتوري”.
وكشف العسري في تصريح سابق لجريدة “مدار21” أن هذا المسلسل يأتي في سياق قضاء العديد من الأشخاص الكثير من الوقت في مواقع التواصل الاجتماعي، مما يستدعي تسليط الضوء على ظواهر مرتبطة بهذه المنصات والتطرق إلى التكنولوجيا في المغرب الحديث بطريقة غير مؤسساتية.
يذكر أن مسلسل “رضاة الوالدة” كان قد حقق شهرة كبيرة لناصر أقباب وثلة من الممثلين، بسبب قصته الدرامية والاجتماعية التي تُجسد في حي شعبي، أشرفت زكية الطاهري على إخراجها، في سنة 2017.
ويحكي المسلسل قصة شاب مغربي وضياع مستقبله بسبب البطالة على الرغم من حصوله على شهادة جامعية، مما يدفعه للجوء إلى طرق ملتوية بعد أن كان قد جرب قبلها مجموعة من الوظائف الحرة وغير الحرة دون جدوى.
وحاولت زكية الطاهري في هذا المسلسل بجزأيه إبراز معاناة الشباب المغاربة من البطالة بعد حصوله على الشهادات الجامعية اللازمة، مركزة على فشل العلاقات الاجتماعية والغرامية بسبب الفقر وقلة الحاجة.
وشارك في هذا المسلسل إلى جانب ناصر أقباب كل من عبد الإله رشيد، وأامة البسطاوي، وفاطمة الزهراء لحرش، وراوية، والسعدية أزكون، ومالك أخميس، وابتسام العروسي، وسحر الصديقي، وجلال قريوا، وسمية أكعبون، وغيرها من الأسماء الفنية الأخرى.
