في خطوة وصفت بأنها “مفاجئة”، أقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، يوم الثلاثاء، سفير بلاده لدى موريتانيا محمد بنعتو، بعد ثلاث سنوات من توليه المنصب، ليتم تعيين أمين صيد سفيرًا جديدًا في نواكشوط. القرار أثار تكهنات حول وجود توترات في العلاقات بين الجزائر وموريتانيا، خاصة في ظل التقارب المتزايد بين موريتانيا والمغرب خلال الفترة الأخيرة.
وجاءت هذه الإقالة بعد أسبوع فقط من زيارة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني إلى المغرب، حيث التقى جلالة الملك محمد السادس نصره الله في لقاء وصفه المراقبون بأنه “استثنائي”.
هذه الزيارة، التي ركزت على تعزيز العلاقات الثنائية، أثارت اهتمامًا كبيرًا، واعتُبرت خطوة مهمة نحو شراكة استراتيجية بين البلدين، تشمل مجالات الأمن، الاقتصاد، والطاقة.
المحللون رأوا في هذا التقارب تحولًا استراتيجيًا قد يؤثر على التوازنات الإقليمية، خاصة في ظل التنافس الطويل بين الجزائر والمغرب حول قضية الصحراء.
هذا التحول يضع الجزائر أمام تحديات جديدة، حيث تسعى إلى الحفاظ على نفوذها التقليدي في شمال غرب إفريقيا. العلاقة بين الجزائر وموريتانيا، التي اتسمت بتوازن دقيق، تواجه الآن اختبارًا جديدًا. ويُنظر إلى إقالة السفير الجزائري على أنها مؤشر لمحاولة الجزائر إعادة تقييم سياستها الخارجية في ظل التحولات الجيوسياسية في المنطقة.
إضافة إلى القرار المفاجئ، أثار تعيين السفير الجديد جدلاً حول اسمه؛ حيث ظهرت اختلافات بين المصادر الإعلامية بشأن الطريقة الصحيحة لصياغته. فبينما تشير مصادر جزائرية إلى أنه “أمين صيد”، تتحدث أخرى عن اسم “أمين عبد الرحمن سايد”.
البحث في مسيرة السفير الجديد كشف اختلافًا في التفاصيل. فمن ناحية، تشير معلومات إلى أنه شغل منصب القائم بالأعمال في سفارة الجزائر بالقاهرة، بينما تكشف مصادر أخرى عن أدوار بارزة له في مناصب دبلوماسية دولية، بما في ذلك انتخابه رئيسًا للجنة تابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
ويرى مراقبون أن هذه التطورات تأتي في إطار جهود الجزائر لإعادة تشكيل سياستها الخارجية بما يتماشى مع المتغيرات الإقليمية. لكن في ظل التقارب الموريتاني-المغربي، تبدو الجزائر أمام تحدٍ مزدوج: الحفاظ على نفوذها التقليدي في المنطقة من جهة، وإدارة ملفات خلافاتها مع المغرب من جهة أخرى.
