نأت الحكومة الألمانية بنفسها عن تصريحات مفوضها لمكافحة معاداة السامية، فيليكس كلاين، التي أبدى فيها تفهمه لخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المثيرة للجدل والخاصة بإعادة توطين سكانقطاع غزة الفلسطيني خارج أراضيهم. وقال المتحدث باسم الحكومة، شتيفن هيبشترايت، إن كلاين لم يعبر في المقابلة الصحفية عن موقف الحكومة الألمانية.
ومن جانبه، قال متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية اليوم الأربعاء (الخامس من مارس 2025) إن كلاين “بصفته مفوضا مستقلا، له حرية التعبير عن آرائه”. وكان كلاين صرح أمس الثلاثاء لصحيفة “نويه أوسنابروكر تسايتونغ” الألمانية، بقوله: “يجدر بنا أن ندقق النظر، فأنا لا أرى ضيرا في إعادة التفكير في الأمر بشكل جذري وجديد تماما”.
وأشار كلاين إلى أن ترامب لم يتحدث عن “طرد (الفلسطينيين) كما زعمت بعض التقارير الإعلامية، فهذا أمر مبالغ فيه”، مضيفا أن ترامب تحدث عن “إعادة توطين” خلال فترة إعادة إعمار قطاع غزة.
وتابع كلاين حديثه قائلا: “عندما تقوم بتجديد منزلك، فإنك لا تنام فيه خلال تلك الفترة، والدمار الهائل في غزة يتطلب إعادة بناء شاملة لبنية تحتية جديدة تماما”.
وأثارت مقترحات ترامب موجة استنكار دولية، حيث وصفها المستشار الألماني أولاف شولتس بأنها “فضيحة”، مشيرا إلى أن إعادة توطين تعد انتهاكا للقانون الدولي.
وفي تطور لاحق، دافع كلاين اليوم عن تصريحاته قائلا: “عند التعامل مع قضايا معقدة للغاية، قد يكون من المفيد عموما التفكير بشكل جذري وجديد تماما، وهذا هو بالضبط ما قلته بشأن المسألة المعقدة للغاية المتمثلة في مستقبل قطاع غزة – في إطار طرح فكري يمكن مناقشته. بالطبع، ينبغي لأي مقترحات أن تستند إلى القانون الدولي”.