كشف وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، عن خطة تهدف إلى القضاء على الملل في صفوف التلاميذ داخل المؤسسات التعليمية، وذلك من خلال إدخال أنشطة متنوعة تشمل المسرح، السينما، والرياضة، لتحفيز التلاميذ على الحضور والمشاركة.
وأوضح برادة، خلال رده على مداخلات المستشارين في لجنة التعليم والشؤون الاجتماعية والثقافية بمجلس المستشارين، اليوم الخميس، أن “تلميذ الإعدادي الذي لا يجيد الكتابة أو القراءة باللغة العربية أو الفرنسية، ولا الحساب، سيشعر بالملل داخل القسم، مما قد يدفعه إلى الانقطاع عن الدراسة”.
وأشار الوزير إلى أنه في إطار مشروع مدارس الريادة، سيتم تعزيز الأنشطة الترفيهية والتعليمية المتنوعة، مثل المسرح والسينما والرياضة، لتشجيع التلاميذ على الحضور والاندماج. كما أوضح أن نظام “مسار” يتضمن برنامجًا لتتبع حضور وغياب التلاميذ، بحيث يتم تحديد التلاميذ المعرّضين لخطر الانقطاع عن الدراسة، وهناك خلايا مخصصة في كل مدرسة لمتابعتهم ودعمهم.
وأكد برادة أن ما بين 10 إلى 20 بالمائة من التلاميذ يخضعون للمراقبة في إطار هذا البرنامج لضمان عدم تسربهم إلى الشارع، مشددا على أن الوزارة تعمل على معالجة هذه المشكلة من جذورها، خاصة أن الإمكانيات المادية والبشرية متوفرة، وأن النتائج الإيجابية لهذه المشاريع ستظهر تدريجيًا مع مرور الوقت.
وفي المقابل، رفض وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، الانتقادات الموجهة لمدارس الريادة، مؤكدًا أنها حققت قفزة نوعية هذا العام بانتقالها من 600 إلى 2000 مدرسة، مع العمل على تعميمها في جميع أنحاء المملكة خلال ثلاث سنوات.
وأوضح برادة أنه في السابق كان ثلثا التلاميذ لا يجيدون الكتابة والقراءة والحساب، وأن جميع التلاميذ في مدارس الريادة حققوا نتائج جيدة، دون تسجيل أي حالات رسوب، مشيرا إلى أنه إذا استمر العمل بهذه الوتيرة، فإن تلاميذ المرحلة الابتدائية سيتمكنون، عند انتقالهم إلى المرحلة الإعدادية، من إتقان الكتابة والقراءة والحساب باللغتين العربية والفرنسية.
وأضاف: “نحن نطالب بمهلة ثلاث سنوات فقط لتعميم مدارس الريادة، لأن التسرع في التعميم دون تخطيط جيد لن يؤدي إلى النجاح بل إلى الفشل، مؤكدا أنه ” يجب أن يكون التعميم تدريجيا وبخطوات مدروسة، مع تقييم كل مرحلة للتأكد من تحقيق النتائج المرجوة”.
وحسب معطيات وزارة التعليم، فقد أظهرت نتائج السنة الأولى من تجريب نموذج “مؤسسات الريادة” في 626 مؤسسة تعليمية ابتدائية عمومية في الوسط الحضري وشبه الحضري والقروي عبر ربوع المملكة، خلال الموسم الدراسي 2023-2024، الأثر الملموس المحقق على مستوى تعلمات التلميذات والتلاميذ، ومساهمتها في إحداث تحول شامل في أداء هذه المؤسسات، نجحت الوزارة في إطلاق مرحلة تجريبية لمؤسسات الريادة بالسلك الثانوي الإعدادي، بـ 232 مؤسسة خلال موسم 2024-2025، على أن تنتقل إلى 730 مؤسسة خلال الموسم الدراسي 2025-2026.
وسجل وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، أنه برسم الموسم الدراسي 2024-2025، تم توسيع نطاق مشروع “مؤسسات الريادة”، لتشمل 2.626 مدرسة ابتدائية، حيث يبلغ عدد التلاميذ المستفيدين برسم السنة المذكورة 1.3 مليون تلميذ، أي ما يعادل 30 في المائة من تلاميذ السلك الابتدائي.