في الندوة الصحفية التي عقدها الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، عقب انتهاء اجتماع مجلس الحكومة، قدم مجموعة من التصريحات الهامة التي تناولت أبرز المستجدات حول إرساء اللغة الأمازيغية وتعزيز حضورها في الحياة العامة. تصريحاته جاءت لتؤكد على الجهود المتواصلة التي تبذلها الحكومة المغربية بقيادة جلالة الملك في هذا الصدد، عبر عدة خطوات استراتيجية تهدف إلى تكريس الطابع الرسمي للأمازيغية وضمان مكانتها في مختلف المجالات.
تطرق بايتاس في البداية إلى الخطوات التي قطعتها الحكومة منذ خطاب أجدير التاريخي لجلالة الملك، الذي شكل نقطة انطلاق حقيقية لمسار إرساء الأمازيغية كلغة رسمية في المملكة. وأشار إلى المراحل المتقدمة التي تم تحقيقها، بما في ذلك إصدار القانون التنظيمي الذي يحدد آليات تفعيل هذا الحق، إلى جانب القرارات المهمة التي تم اتخاذها في هذا السياق. وأشار بايتاس إلى أن الخطوة الأخيرة التي تمثل محطة فارقة في هذا المسار هي قرار جلالة الملك بإقرار رأس السنة الأمازيغية يوم عطلة وطنية، مما يعكس اهتمام الدولة العميق بترسيخ هذه اللغة وحمايتها من النسيان.
من بين المبادرات التي كشف عنها بايتاس، تم الإعلان عن توفير 464 ناطقاً باللغة الأمازيغية بتنوعاتها اللغوية الثلاثة، حيث تم توزيع 69 عوناً ناطقاً باللغة الأمازيغية في مراكز الاتصال بهدف تحسين خدمات الاستقبال بالهيئات والإدارات العمومية. كما تم إدراج اللغة الأمازيغية في أكثر من 3000 لوحة وعلامة إشعارية على الصعيد الوطني لتعزيز الوعي بها وتعميم استخدامها في الأماكن العامة.
على مستوى التعليم، أعلن بايتاس عن نجاح وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في إطلاق منصة تعليمية عن بعد لتعلم اللغة الأمازيغية، وهي خطوة تهدف إلى تسهيل تعلم هذه اللغة لعموم التلاميذ في مختلف أنحاء المملكة. كما تم رفع عدد المناصب الخاصة بتوظيف أساتذة اللغة الأمازيغية، حيث انتقل عدد المناصب من 200 إلى 600 هذا العام، وذلك في إطار تعزيز التكوين الأكاديمي في هذه اللغة وتعميمها في المدارس.
وفي المجال الثقافي، أكد بايتاس على الدور الكبير الذي تلعبه الوزارة المكلفة بالشباب والثقافة في تنظيم فعاليات ثقافية أمازيغية متنوعة، التي ساهمت في تعزيز الوعي بالثقافة الأمازيغية، حيث تم تنظيم العديد من التظاهرات التي تسلط الضوء على التراث الأمازيغي، مما يعكس الاهتمام الكبير من قبل الحكومة بهذا المجال.
المصدر : فاس نيوز