الدكتور الشرقاوي اختار الطريق الأصعب، حيث قرر أن يتخلى عن الراحة التي يتمتع بها كثير من الأكاديميين، الذين يفضلون العمل في الظل دون أن يتركوا أثرًا أو تأثيرًا يُذكر.
*م. الحروشي-le12.ma
في زمنٍ أصبحت فيه الأصوات العقلانية نادرة، والنخب الفكرية تميل إلى العزلة والابتعاد عن دائرة الجدل المجتمعي، يبرز الدكتور عمر الشرقاوي من خلال برنامجه “بالعقل والقانون” كمثال يُحتذى به لأستاذ جامعي قرر أن يكون فاعلًا في مجتمعه، رغم التحديات التي تواجهه.
في تدوينة له يقول الكاتب الصحفي محمد بابا حيدة، ” لقد أشار الفيلسوف البريطاني كولن ويلسون في كتابه “اللا منتمي” إلى أن هناك من يهرب إلى العدمية واليأس، بينما يختار آخرون محاولة إعادة تشكيل العالم وفق رؤيتهم الخاصة. الطريق الأول سهل ومريح، أما الثاني، فهو مليء بالصعوبات، ويتطلب شجاعة فكرية واستعدادًا لتحمل الكلفة النفسية والاجتماعية والمادية”.
الدكتور الشرقاوي اختار الطريق الأصعب، حيث قرر أن يتخلى عن الراحة التي يتمتع بها كثير من الأكاديميين، الذين يفضلون العمل في الظل دون أن يتركوا أثرًا أو تأثيرًا يُذكر.
في برنامجه، يتناول قضايا سياسية واجتماعية حساسة، معتمدًا على التحليل العقلاني والمنهج القانوني، ما يجعله عرضة للانتقاد والتجريح، ولكنه في المقابل يساهم في رفع مستوى الوعي العام وتقديم خيارات فكرية متعددة للجمهور.
السؤال الذي يطرح نفسه يتساءل محمد بابا حيدة”: لماذا يخاطر أستاذ جامعي بمكانته الأكاديمية وراحته الشخصية لخوض هذه التجربة الصعبة؟ “.
الجواب يكمن في الإيمان بدور المثقف في المجتمع، فالأستاذ الجامعي “ليس مجرد ناقل للمعرفة داخل أسوار الجامعة، بل هو شريك في تشكيل الوعي العام والمساهمة في النقاش المجتمعي”.
وأكد حيدة، “قد نختلف مع بعض آراء الدكتور الشرقاوي أو تحليلاته، وهذا حق مشروع في أي نقاش فكري، لكن لا يمكننا إنكار شجاعته في التعبير عن رأيه وتحمل تبعات ذلك”.
وعليه يورد حيدة، لو أن 20٪ فقط من الأساتذة الجامعيين امتلكوا نفس الجرأة والقدرة على التأثير، لكنا أمام نخبة أكاديمية تساهم بشكل حقيقي في بناء وعي المجتمع وتعزيز قيم الديمقراطية والمواطنة.
برنامج “بالعقل والقانون” ليس مجرد منصة تحليل سياسي، بل هو نموذج لفعل أكاديمي مسؤول، يرفض الانعزال عن قضايا المجتمع، ويؤمن بأن التغيير الحقيقي يبدأ من الفكر والنقاش المستنير.
الشرقاوي وفق ChatGPT
الدكتور عمر الشرقاوي هو أستاذ جامعي مغربي وخبير في القانون الدستوري والعلوم السياسية. يُعرف بمواقفه الجريئة وتحليلاته السياسية العميقة التي يقدمها من خلال البرامج التلفزيونية والمنصات الإعلامية، بما في ذلك برنامجه “بالعقل والقانون”.
يتميز الشرقاوي بأسلوبه المباشر في تناول القضايا السياسية والاجتماعية، وحرصه على تسليط الضوء على القضايا المتعلقة بالحكم الرشيد، الديمقراطية، والعدالة الاجتماعية. يُعد من الشخصيات الأكاديمية القليلة في المغرب التي اختارت الانخراط الفعلي في النقاش العام، وهو ما جعله يكتسب جمهورًا واسعًا، لكنه في الوقت نفسه يواجه انتقادات من بعض الأطراف السياسية بسبب صراحته ووضوح مواقفه.
إلى جانب عمله الأكاديمي، يشارك الدكتور الشرقاوي في الندوات والحوارات العامة، حيث يسعى إلى تعزيز الوعي المجتمعي والمساهمة في تطوير الثقافة السياسية في المغرب.
تنويه: هذا المقال حرر بمساهمة الذكاء الاصطناعي