الدار/ خاص
شهدت مدينة مكناس المغربية لحظة مميزة في تاريخها المعاصر، حيث أُعيد افتتاح باب منصور لعلج، أحد أشهر المعالم التاريخية بالمدينة، بعد خضوعه لعملية ترميم شاملة استغرقت أكثر من أربع سنوات.
هذا الباب، الذي يعدّ جوهرة معمارية وأحد أبرز رموز الحضارة المغربية، استعاد رونقه ليقف شاهداً على عراقة المدينة وإرثها الثقافي.
يرجع بناء باب منصور لعلج إلى القرن الثامن عشر، في عهد السلطان المولى إسماعيل، الذي جعل من مكناس عاصمة لدولته. يتميز الباب بتصميمه الفريد، حيث يجمع بين الفن المعماري الإسلامي والزخارف المغربية الأصيلة، مما يجعله تحفة فنية تعكس مهارة الصناع التقليديين في تلك الحقبة. ويرتبط اسم “لعلج” بالرجل المسيحي الذي أسلم وأشرف على تشييد الباب، وهو ما أضفى على المعلم بُعداً تاريخياً وثقافياً إضافياً.
انطلقت أعمال الترميم سنة 2020 في إطار مشروع طموح لإعادة تأهيل التراث الثقافي بالمغرب. ركزت الجهود على الحفاظ على الطابع الأصلي للباب مع تعزيز بنيته لضمان صموده أمام العوامل المناخية والزمان. وشملت العمليات تنظيف الزخارف، استعادة الألوان الأصلية، وتقوية الأساسات دون المساس بجمالية التصميم.
بعد انتهاء أعمال الترميم، أصبح باب منصور لعلج في حلّته الجديدة نقطة جذب سياحي وثقافي أكثر تألقاً. تسعى السلطات المحلية لتحويل الموقع إلى مركز ثقافي يعرض تاريخ مكناس وإرثها الحضاري، من خلال تنظيم معارض فنية وفعاليات ثقافية حول الباب وساحته المجاورة.
تعكس عملية ترميم باب منصور لعلج التزام المغرب بالحفاظ على تراثه الثقافي والتاريخي، في وقت تواجه فيه العديد من المعالم العالمية خطر الإهمال. هذا المشروع يُعد خطوة نحو ترسيخ الهوية الثقافية المغربية وتعزيز السياحة الثقافية، حيث يتوافد الزوار لاكتشاف ماضي المدينة العريق ورؤية جمال هذا المعلم التاريخي عن قرب.
باب منصور لعلج، برمزيته العريقة وجماله المتجدد، يواصل كتابة تاريخ مكناس، جامعاً بين الماضي المجيد والحاضر الزاهي.
