هشام رماح
“ندرك أهمية الصحراء بالنسبة للمغرب”، هكذا قال “سيرغي لافروف”، وزير الخارجية الروسي، خلال مؤتمر صحفي مخصص لاستعراض حصيلة الدبلوماسية الروسية لعام 2024، اليوم الثلاثاء 14 يناير 2025، وفق نقلته وكالة “Tass” الروسية.
استعمال وزير الخارجية الروسية لهذه العبارة، الذي قال إن الرباط وموسكو ترسمان بينهما آفاقا وعدة، كان لافتا، بل يعد سابقة في المنظور الروسي لقضية الصحراء المغربية، التي عمَّرت لعقود، جعلت العديد من القوى العالمية يتأففون من سعي الجزائر لاستدامتها.
وكما أن تعبير “سيرغي لافروف” كان بليغا، فإنه انسجم إلى حد كبير مع ما عبر عنه “إيمانويل ماكرون”، الرئيس الفرنسي، في الرسالة التي وجهها إلى الملك محمد السادس، بمناسبة الذكرى الـ25 لعيد العرش المجيد، والتي اعترف فيها بمغربية الصحراء.
وكان الرئيس الفرنسي أكد على موقف فرنسا الداعم للمغرب لأجل حل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وقد استعمل في الرسالة نفس العبارة التي قالها وزير الخارجية الروسي ومفاد ذلك إن “فرنسا تدرك أن قضية الصحراء مسألة أمن قومي بالنسبة للمغرب”.
كذلك، وبالعودة إلى الموقف الإسباني الداعم لمبادرة مخطط الحكم الذاتي، فإن الإعلان المشترك بين المملكة المغربية والمملكة الإسبانية، والموقع في 7 أبريل 2022، حبل أيضا بعبارة مشابهة تفيد بنفس المعنى وقد جاء فيه إن “إسبانيا تدرك أهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب”.
وكما أن العديد من القوى العالمية تدعم سيادة المملكة المغربية على صحرائها، فإن روسيا بدورها عبرت ضمنيا عن دعمها مغربية الصحراء، وهو ما جعل وزير خارجية “الدب الروسي” يشدد على أن “روسيا تساعد المغرب في إيجاد حل لقضية الصحراء”.
وأضاف “سيرغي لافروف”، موضحا أن “المغرب بلد صديق..، لدينا مشاريع ممتازة مشتركة، نحن ندرك مدى أهمية هذه القضية بالنسبة للمغرب… سنحاول المساعدة بجميع الطرق الممكنة”.
وفيما استطرد “سيرغي لافروف” قائلا إن “الحل يجب أن يكون مبنياً على توافق متبادل، وليس عبر فرض أي شيء على أي من الأطراف”، فإن هذا الموقف المعبر عنه، يعد بمثابة حبل نجاة للنظام العسكري الجزائري، من أجل حفظ ماء الوجه، حتى يستطيع الخروج من الملف بدون حرج من نافذة المفاوضات.