مباشرة بعد توقف التساقطات المطرية الأخيرة وتراجع البرك المائية، برزت على سطح أغلب شوارع وأزقة مدينة المحمدية عشرات الحفر، مثيرة استياء مستعملي الطرقات الذين حذروا من خطورتها على السلامة العامة وما تسبّبه من إزعاج خلال تنقلاتهم اليومية.
واستنكر سائقو السيارات والدراجات التدهور المتزايد لحالة الطرق والأزقة، حيث ازدادت أعداد الحفر وعمقها خلال الأيام القليلة الماضية، مما أثر سلبا على المركبات والمارة على حدّ سواء، وجعل القيادة في المدينة أكثر صعوبة وخطورة.
وندد عدد من سكان مدينة المحمدية بتفاقم هذه الوضعية الطرقية التي تؤدي إلى أعطاب ميكانيكية وحوادث سير بين الفينة والأخرى، إذ يضطر السائقون إلى الفرملة المفاجئة لتجنب الحفر، ما يتسبب في اصطدامات مع المركبات الخلفية.
في هذا السياق، قال يوسف العسولي، متتبع للشأن المحلي بالمحمدية، إن “كثرة الحفر باتت مزعجة حقًّا، وتتسبب في أعطاب كبيرة بالعجلات وباقي الأجزاء السفلية للسيارة، وهو ما يتطلب التعجيل بحل هذا المشكل من طرف المسؤولين عن تدبير الشأن المحلي”.
وأضاف العسولي، في تصريح لهسبريس، أن “الاستعانة بالأتربة لملء الحفر مجرد حل ترقيعي لا يستجيب لتطلعات مستعملي الطرقات، إذ سرعان ما تتطاير الأتربة أو تنجرف بفعل مياه الأمطار، لتظهر الحفر من جديد بعمقها الكبير وجوانبها الحادة”.
وأكّد المتحدث أن “سائقي السيارات والشاحنات والدراجات النارية والهوائية يضطرون جميعا إلى المناورة بين الفينة والأخرى لتفادي الوقوع بإحدى الحفر، مما يتسبب في احتكاكات وحوادث سير تتفاوت خطورتها وخسائرها بحسب نوع المركبة، وسرعة القيادة، واكتظاظ الطريق، ونباهة السائقين”.
وتناقل عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صورا للحفر المنتشرة بمختلف الأحياء السكنية والطرق الرئيسية والأزقة الصغيرة، وأجمعوا في تعليقاتهم على أن هذا الوضع لا يشرّف مدينة المحمدية الواقعة بين العاصمتين الإدارية والاقتصادية، والمقبلة على استقبال محبّي كرة القدم بمناسبة تنظيم كأس العالم 2030 بالمغرب.
وتفاعل المعلّقون مع الصور التي توثّق لما وصفوها بـ”الأزمة الحقيقية للطرق بمدينة الزهور”، مشيرين إلى أن الترميمات الترقيعية التي يتم إنجازها هنا وهناك لن تحل المشكلة بالشكل المطلوب، ومن المؤكّد أن الحفر المرمّمة بتلك الطريقة ستعود للظهور مجدداً بعد فترة قصيرة.
وطالب المعلقون الجهات المعنية ومدبّري الشأن المحلي بالتدخل العاجل والشامل لتحسين البنية التحتية للطرقات المتضررة، مؤكدين أن الحلول المؤقتة لم تعد كافية، وأن إصلاح الطرق بشكل جذري أصبح ضرورة لضمان راحة وسلامة سكان مدينة الزهور وزوّارها.