
الدار/ خاص
أثار الاتفاق الأخير بين المغرب وإسبانيا لتدريس اللغة العربية والثقافة المغربية في مدارس التعليم الابتدائي والثانوي في منطقة الأندلس موجة من الغضب في صفوف اليمين المتطرف الإسباني، الذي اعتبره تهديداً ل”قيم إسبانيا”. وقد شمل الاتفاق منح الفرصة لطلاب مغاربة وآخرين من جنسيات مختلفة، بما في ذلك الإسبان، لتعلم اللغة العربية، في خطوة تعكس الانفتاح على التنوع الثقافي وتعزيز العلاقات بين البلدين.
ويهدف هذا التعاون الثقافي إلى تعزيز الفهم المتبادل بين الشعوب وتوسيع آفاق الطلاب من خلال تعليم لغة وثقافة تعد جزءًا أساسيًا من التاريخ والحضارة العربية الإسلامية في إسبانيا. فإقليم الأندلس، الذي كان مركزًا للحضارة الإسلامية لعدة قرون، له تاريخ طويل مع الثقافة العربية التي تركت بصمات واضحة في اللغة والعمارة والموسيقى والفنون.
في المقابل، يرى حزب “فوكس” اليميني المتطرف أن هذا الاتفاق يمثل تحديًا للقيم الثقافية الوطنية الإسبانية، حيث يرى بعض أفراده أن تدريس اللغة العربية في المدارس يمكن أن يعزز الهويات الثقافية الأخرى على حساب الهوية الإسبانية. وقد أطلق الحزب حملة ضد هذا الاتفاق، داعيًا إلى ضرورة الحفاظ على “الهوية الإسبانية” وحماية المجتمع من “الاختراق الثقافي”.
لكن من جانب آخر، يرى مؤيدو الاتفاق أن تعزيز تدريس اللغة العربية في المدارس يمكن أن يعزز من قدرة الطلاب الإسبان على التواصل مع العالم العربي، ويمنحهم فرصًا أكبر في عالم معولم يعتمد بشكل متزايد على العلاقات بين مختلف الثقافات.