الدار/ افتتاحية
منذ انضمام جبهة البوليساريو إلى الاتحاد الإفريقي في عام 1984، شكلت عضويتها مصدرًا مستمرًا للخلافات بين الدول الأعضاء في المنظمة القارية. في الوقت الذي يتمسك فيه المغرب بحقوقه المشروعة في صحرائه الغربية، وتتمسك الدول الكبرى في المجتمع الدولي بسيادته على الإقليم، تبقى قضية عضوية البوليساريو في الاتحاد الإفريقي قضية مثيرة للجدل.
فالواقع أن البوليساريو ليست سوى حركة انفصالية لا تمثل دولة ذات سيادة حقيقية، كما أنها تفتقر إلى مقومات الدولة الأساسية مثل الاعتراف الدولي أو السيطرة الفعلية على الأراضي.
إن استمرار وجود البوليساريو في الاتحاد الإفريقي يعكس تناقضًا صارخًا مع المبادئ التي قامت عليها المنظمة القارية، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء وتحقيق الاستقرار والأمن في القارة.
البوليساريو لا تمتلك أرضًا ثابتة ولا تعترف بها أغلب دول العالم، بل إن عضويتها في الاتحاد الإفريقي تعتبر تحديًا لسيادة المغرب على صحرائه الغربية، وهو ما يجعل من الصعب تبرير استمرار هذه العضوية في ظل التغيرات السياسية والدبلوماسية الراهنة.
لقد أكدت المملكة المغربية مرارًا وتكرارًا على أن قضية الصحراء الغربية هي قضية سيادة وطنية لا يمكن التنازل عنها، وأن حلها يجب أن يتم في إطار الاحترام الكامل لوحدة الأراضي المغربية، دون أي تدخل خارجي.
المغرب، الذي يعد القوة الكبرى في المنطقة، لا يمكنه أن يقبل بأن يتم تمثيل كيان لا يعترف به المجتمع الدولي داخل الاتحاد الإفريقي، وهو ما يشكل تهديدًا للوحدة الإقليمية ويعزز الانقسامات بين الدول الأعضاء في المنظمة القارية.
إن البوليساريو، التي تدعي تمثيل الشعب الصحراوي، لا تملك اي سيطرة على الأرض ومكانها على تندوف، ولا تمتلك أي مقومات تؤهلها لأن تكون دولة ذات سيادة.
على الرغم من أنها حصلت على دعم بعض الدول الأفريقية المحدودة، فإن الواقع يشير إلى أن معظم الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي لا تعتبرها كيانًا ذا شرعية دولية.
الدعم المحدود الذي تتلقاه البوليساريو من بعض الدول الأفريقية يتناقض مع الإجماع الدولي الواسع الذي يعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية. هذا الانقسام يعقد جهود الاتحاد الإفريقي في تعزيز التعاون بين دول القارة، ويفتح الباب أمام مزيد من التوترات والنزاعات في المنطقة.
من المهم أن يفهم الاتحاد الإفريقي أن دعم البوليساريو لا يخدم مصالح السلم والأمن في القارة، بل يزيد من تعقيد الوضع ويساهم في استمرار النزاع المفتوح في المنطقة.
إن دعم كيان لا يمتلك شرعية دولية ويعمل على زعزعة استقرار المنطقة يتناقض مع أهداف الاتحاد الإفريقي، الذي من المفترض أن يكون مؤسسة تعمل على تعزيز التفاهم المتبادل وتحقيق التنمية الشاملة بين الدول الأعضاء.
فكيف يمكن لمنظمة قارية أن تقبل عضوًا لا يمتلك أي سيادة حقيقية على أراضيه؟ كيف يمكن للاتحاد الإفريقي أن يدعي تمثيل وحدة القارة في حين أن هناك عضوًا يعزز الانقسامات بين دوله؟
الوقت قد حان لإعادة النظر في عضوية البوليساريو بالاتحاد الإفريقي، وإزالة هذا الكيان الوهمي الذي لا يمثل أي دولة ذات سيادة.
إنه من غير المنطقي أن يستمر الاتحاد في دعم كيان لا يعترف به العالم، ولا يمتلك أي مقومات الدولة الحديثة. إن المغرب، الذي يعتبر الصحراء الغربية جزءًا لا يتجزأ من أراضيه، يطالب بإلغاء عضوية البوليساريو في الاتحاد الإفريقي، مؤكدًا أن أي حل لهذه القضية يجب أن يتم في إطار الاعتراف الكامل بسيادة المغرب على أراضيه.
وبذلك، فإن تصحيح هذا الوضع يجب أن يكون أولوية للاتحاد الإفريقي، لضمان تحقيق السلم والأمن والاستقرار في القارة بعيدًا عن النزاعات الوهمية التي لا تخدم إلا مصالح أقلية محدودة.