الثلاثاء, مارس 25, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيالوشق المصري.. زمن المعجزات ولّى وراح ياعرب!

الوشق المصري.. زمن المعجزات ولّى وراح ياعرب!


فج وجد الوشق المصري نفسه، بلا، في الوقت الذي لم ينتبه أحد إلى “مصدر” هذا الخبر، الذي ليس إلا “وسائل إعلام إسرائيلية”، وأنه قد يكون مولدا عبر الذكاء الاصطناعي!؟.

ع. الرزاق بوتمزار

في الوقت الذي تواصل إسرائيل “عربدتها” الطاغية في عزة، يتواصل العجز العربي/ الإسلامي عن فعل شيء “حقيقي” لنصرة “إخوانهم” المُفترَضين، عدا الدعاء بنصرتهم وزوال الكيان.

لكنْ ماذا “صنع” هؤلاء “الإخوة” فعليا لمؤازرة إخوانهم المُفترَضين في القطاع؟ لا شيء، عدا تكرير الأسطواتة ذاتها المشروخة، منذ أزل، بفعل التكرار والإعادة، التي ما فيها من فائدة!.. ماذا “صنع” المصريون والأردنيون (مثلا) بحكم أنهم “الأقرب” إلى الغزّاويين (جغرافيا)؟ لا شيء، فهم لا يُمرّرون إليهم ولو رغيف خبز يعينهم على الصمود في وجه هذا الإبادة الجماعية التي يتعرّض لها الغزاويو أمام أنظار العالم..

في المقابل، يكثر “الرغي” عن “نصرة” مأمولة من الله لإخواننا في فلسطين.. نصرة مأمولة من باب الغيبي، يواصل العرب والمسلمون تسليم كلّ أمورهم له، معتمدين على هذه “الحظوة” التي يظنّون أنهم “مخصوصون” بها من الله دون سواهم من خلق الله، ومنهم هؤلاء الذين “يطحنون” في الفلسطينيين بقوة السلاح وخطط الحرب وآلياتها وإستراتيجياتها..

فشعوب العرب والمسلمين، بدل أن تنهض (منذ أزمنة بعيدة، كما بقية الأمم) وتواجه واقع اليوم، كما تفعل بقية شعوب العالم وأجناسه، بقيت “ساكنة” في الماضي، مستكينة إلى توهّماتها واستيهاماتها الفانتازية الموغلة في التواكل وانتظار تحقّق “المعجزات” في زمن تغيّر فيه كلّ شيء، بما في ذلك المعجزات ذاتها..

في الوقت الذي طوّر العدو ترسانته العسكرية بفضل استثماره في التصنيع، ومنه تصنيع الأسلحة، تخطيطا لحروب مثل هذه، ظل العرب والمسلمون مطمئنّون إلى يقينياتهم ومسلّماتهم، التي تُشكّل “المعجزات” ركنا أساسيا فيها، وفي هذه الأخيرة حضور لافت للحيوان في مشاهد نصرة شخص على حساب آخر أو جماعة على حساب جماعة. ولنا في التاريخ العربي الإسلامي العديد من النصوص الدينية وغيرها التي تؤرّخ هذه المعجزات…

ومن زمن المعجزات حتى يومنا هذا، في القرن الحادي والعشرين، عصر التكنولوجيات والرحلات السيحية إلى المرّيخ، ولو عبر رحلات “الميتافيرس” أو غيرها من تقنيات المستقبل، ظل “العقل” العربي مسافرا على بساط الأساطير والمعجزات.. وما “تريند” الوشق المصري (أو بالأحرى الوشقة المصرية ما دام أن بعض الإخوة تفضّلوا بتحديد جنسها وأيضا طباعها و”تاريخها” العريق) التي “صنعت الحدث” في الساعات القليلة الماضية إلا دليل واضح و”حيّ” على حالة التكلّس والعجز هذه التي يشعر بها العرب والمسلموت ورغبتهم الدفينة في حدوث واحدة من كلّ تلك المعجزات، كفيلة بتغيير واقعهم البائس، دون أن يبذلوا جهدًا أو يحرّكوا ساكنًا في سبيل ذلك!

وكما وصف ذلك أحد المعلقين فإنهم ينتظرون، “كما في الحكايات القديمة، أن تهبط عليهم أسرابٌ من طيرٍ أبابيل، تتولى المَهمّة عنهم، بينما يقتصر دورهم على ترديد “سبحان الله… وما يعلم جنود ربك إلا هو!”..

هكذا إذن ظلت العقلية “العربية الإسلامية” مُحنَّطة في الماضي، لكنْ دون أن تتحرّج من الحلم الأبدي: الخلاص بدون دفع ثمن ثمن والانتصار بدون خوض معركة، والتغيير بدون سعي إليه ولا كدّ..

وجد هذا الحيوان المصري نفسه “بطلا” مغوارا يجتاز حدود سيناء إلى الجهة الأخرى، حيث جنود العدو،  ليهاجم، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، “عددًا من جنود الجيش الإسرائيلي على الحدود بين البلدين، ما أسفر عن إصابتهم بجروح متفاوتة”.. 

وطبعا، سيتناقل الخبر “الترند” بعد ذلك في وسائل إعلام ووسائط تواصل عربية إسلامية، مع غير قليل من التوابل في الطريق، مثل ما تفضّل البعض بذكره من أن الوشقة المصرية أصابت جنود العدو بجروح غائرة في “مناطق حسّاسة”..

وستنساق “الموجة” (حتى لا أستعمل وصفا قد يبدو للبعض “قدحيا”) وراء مثل هذا “الحشو” على الفعل الغريزي الطبيعي من حيوان يدافع عن “حدوده”، التي لا علاقة لها بتاتا بالحدود مع العدو إلا في خيال “مريض” ومستكين إلى أزمنة المعجزات، بينما في الواقع تحدث الوقائع الفظيعة التي نعرف جميعا…

وفي الوقت الذي لم ينتبه أحد إلى “مصدر” هذا الخبر، الذي ليس إلا “وسائل إعلام إسرائيلية”، وأنه قد يكون مولدا عبر الذكاء الاصطناعي!؟.

لم يتساءل أحد، عن مغزى ذلك أو دوافعه، من قبيل أنُ العدو صار يعرف جيدا طبيعة “العقل العربي” المستكين إلى “استهلاك” التفاهات، وبالتالي يريد أن ينشغل هذا “العقل العربي” بسفاسف الأمور، بينما هو يواصل تحقيق “حلمه” بقوة السلاح والنار..

أقول: في خضمّ كل هذا، توسّع بعض الإخوة من ناقلي ومتداولي “خبر” معجزة الحيوان المصري وأغنى معارفنا ببعض المعلومات الطريفة عن هذا الوشق الأسطوري، فعرفنا -مثلا- أنه “سلالة ملكية وكان من الحراس المقدسين  ويرمز عند المصريين القدماء إلى العدالة ومحاربة الشر.. وله تماثيل في تاريخ مصر القديم”.. وأنه “يحظى بمكانة مهمة للغاية في الثقافة المصرية القديمة، إذ تشير منحوتات إلى قيامها بحراسة المعابد، إذ لا يحب أن يدخل الغرباء مواقع سيطرته”.. وأنّ “المصريين القدماءأحبّوا القطط إلى درجة أنهم كانوا يقومون بتحنيطها ودفنها وفقا لطقوس متقنة، وغالبًا ما يدفِنونها مع البشر ليلحقوا بهم فى العالم الآخر”…

هل قلتٌ “العالم الآخر”؟!…



Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات