الإثنين, يناير 27, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيالوردي: خلية حد السوالم دليل على تغير نهج المتطرفين.. والحل في التعاون...

الوردي: خلية حد السوالم دليل على تغير نهج المتطرفين.. والحل في التعاون المشترك


تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية، على ضوء معلومات استخباراتية دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، من إجهاض مخطط إرهابي وشيك كان في مرحلة التحضير للتنفيذ المادي لعمليات تفجيرية.

وذكر بلاغ للمكتب المركزي للأبحاث القضائية، أن إجراءات التدخل والاقتحام التي باشرتها عناصر القوة الخاصة التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بتنسيق مع عمداء وضباط المكتب المركزي للأبحاث القضائية، وبتعاون ميداني مع عناصر الفرقة الجوية والمركز القضائي للدرك الملكي، قد أسفرت عن توقيف أربعة عناصر متطرفة، من ضمنهم ثلاثة أشقاء، يرتبطون بتنظيم داعش الإرهابي، يبلغون من العمر 26 و29 و31 و35 سنة، كانوا ينشطون في منطقة حد السوالم بإقليم برشيد.

وفي هذا الصدد، أكد المحلل السياسي وأستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس بالرباط، عباس الوردي، في حديثه للجريدة 24، أن هذا التفكيك يمثل خطوة استباقية واستشرافية تعكس الجهود الحثيثة للمغرب في مكافحة الإرهاب وتحصين الأمن الداخلي.

وأشار الوردي، إلى أن هذه الخلية الإرهابية تتميز بطابع جديد، حيث تمركز نشاطها في الضواحي بعيدًا عن المراكز الحضرية الكبرى.

هذا التوجه يعكس تغيرًا في استراتيجيات الجماعات الإرهابية، حسب المتحدث ذاته، التي باتت تستهدف الشباب في المناطق الطرفية، مستغلة سهولة التلاعب بعقولهم عبر أفكار ظلامية متطرفة مستوحاة من تنظيمات مثل “داعش”.

وأوضح أن هذا التحول يعزز الحاجة إلى يقظة مؤسسية وشعبية على حد سواء، فمن جهة، يتعين على المؤسسات الأمنية، كالبسيج، مواصلة العمل على رصد التحركات الإرهابية وتفكيك الخلايا النائمة، ومن جهة أخرى، ينبغي تعزيز دور المواطنين في التبليغ عن الأنشطة المشبوهة التي قد تهدد السلم الاجتماعي.

وأضاف الوردي أن استمرار انتشار هذه الأفكار المتطرفة يستدعي جهودًا جماعية لمواجهتها على مختلف المستويات، فشمال إفريقيا ومنطقة الساحل أصبحتا بؤرتين لتجذر الإرهاب، مما يفرض تعاونًا إقليميًا ودوليًا لوقف هذا التهديد المشترك.

وشدد على أهمية إنشاء مراكز تدريبية جهوية تُعنى بتوعية المواطنين وتعليمهم كيفية رصد ومكافحة الأفكار المتطرفة، بما يضمن استباق أي تحركات تهدد الأمن والاستقرار.

وأكد الخبير في العلاقات الدولية أن الإرهاب لا دين له ولا إنسانية، فهو يستغل التطورات التكنولوجية لنشر أفكار عدمية هدامة تستهدف القيم الإنسانية والاجتماعية.

وأشار إلى أن المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، لعب دورًا رياديًا في محاربة الإرهاب، سواء على المستوى الداخلي أو عبر مبادرات إقليمية مثل تدريب المرشدين الدينيين لتعزيز الوسطية ونشر ثقافة الاعتدال.

ودعا الوردي إلى تعزيز الأبحاث الفكرية والأكاديمية لمكافحة الإرهاب عبر مراكز التفكير ومؤسسات البحث العلمي.

كما شدد على أهمية الاستثمار في الوسائل التكنولوجية الحديثة لتطوير استراتيجيات تواصل فعّالة تُحارب الأيديولوجيات المتطرفة، وتُشجع على قيم التسامح والعيش المشترك.

وختم الوردي تصريحه بالتأكيد على ضرورة تعزيز الجهود المشتركة بين المؤسسات والمواطنين، مشددًا على أهمية العمل التوعوي الدائم لمواجهة الظاهرة الإرهابية.

فالحق في الحياة، كما أوضح، هو حق سماوي وإنساني لا يمكن المساس به تحت أي ذريعة، مما يفرض على الجميع التصدي لهذه الأفكار المتطرفة التي تسعى لإحداث الفوضى في المجتمعات الإنسانية.





Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات