وسط أجواء مشحونة بالتوتر والانتقادات، قرر المكتب المسير لنادي الوداد الرياضي منح المدرب الجنوب إفريقي رولاني موكوينا فرصة أخيرة لإنقاذ مستقبله مع الفريق.
وجاء هذا القرار رغم التعادل المحبط الذي حققه الفريق الأحمر أمام الفتح الرباطي بنتيجة هدفين لمثلهما، وهو ما عمّق غضب الجماهير التي باتت تطالب برحيل المدرب على الفور.
الإدارة الودادية اختارت التريث، ومنحت موكوينا مهلة تمتد لمباراتين حاسمتين في الدوري الاحترافي أمام كل من اتحاد طنجة والرجاء الرياضي، برسم الجولتين 25 و26. هذه المباراتان ستحدد بشكل كبير مصير المدرب، إذ سيكون مطالبًا بتحقيق الانتصار فيهما لاستعادة ثقة الإدارة والجماهير.
الفشل في ذلك يعني أن مستقبله مع الفريق سيكون على المحك، خصوصًا بعد الانتقادات الواسعة التي تعرض لها في اللقاء الأخير بسبب قراراته التكتيكية المثيرة للجدل وكثرة التغييرات التي أقدم عليها أثناء المباراة.
وعبرت الجماهير الودادية عن استيائها الكبير من تذبذب نتائج الفريق تحت قيادة موكوينا، ما دفعها إلى الضغط على إدارة النادي لاتخاذ قرار عاجل قبل أن تتبخر آمال الفريق في حجز إحدى المراكز المؤهلة لدوري أبطال إفريقيا.
في ظل هذا الغضب الجماهيري، انتشرت شائعات كثيرة تفيد بأن رئيس النادي هشام أيت منا يستعد لتعيين المدرب الوطني أمين بنهاشم خلفًا لموكوينا، وهو ما زاد من حالة الترقب داخل البيت الودادي.
ورغم هذه التكهنات، خرج أمين بنهاشم عن صمته لينفي بشكل قاطع وجود أي اتفاق مع إدارة الوداد حول توليه منصب المدرب في الوقت الراهن.
في تصريحات أدلى بها لراديو مارس، أوضح بنهاشم أن ظهوره الأخير في إحدى مباريات الوداد رفقة هشام أيت منا لا يرتبط بأي مفاوضات لتدريب الفريق الأحمر، مشيرًا إلى أن حضوره كان بدافع علاقته الشخصية بأيت منا، الذي سبق أن اشتغل معه في نادي شباب المحمدية.
بنهاشم أكد أن تجربته الأخيرة مع نهضة الزمامرة دفعته إلى اتخاذ قرار بالتوقف عن التدريب بشكل مؤقت، مؤكدًا أنه غير مستعد حاليًا لخوض أي مغامرة جديدة.
وأضاف أن تدريب الوداد يظل حلمًا يراود أي مدرب، لكنه يرى أن هذا ليس الوقت المناسب بالنسبة له لخوض هذه التجربة، متمنيًا في الوقت ذاته التوفيق للمدرب الحالي رولاني موكوينا في مهمته مع الفريق.
رغم هذه التصريحات، تبقى الشكوك قائمة بشأن مستقبل موكوينا، خاصة أن الضغوط الجماهيرية في تصاعد مستمر، وسط مخاوف من ضياع فرصة التأهل لدوري أبطال إفريقيا.
الوداد، الذي اعتاد المنافسة على الألقاب، يجد نفسه في وضع لا يحسد عليه، حيث باتت كل خطوة يخطوها المدرب تحت مجهر الجماهير والإعلام.
وستكون الأيام المقبلة حاسمة في مصير موكوينا مع الفريق، وستحدد إن كان قادرًا على قلب الطاولة وتحقيق نتائج إيجابية تُعيد الثقة إليه، أم أن مسلسل التراجع سيُجبر إدارة النادي على اتخاذ قرار حاسم يضع حدًا لمشواره مع القلعة الحمراء